بسبب الدعوة إلى الحوار.. الجزائر تُهاجم بوريطة
اعتبرت الجزائر أن “الدعوة المفتوحة” التي وجهتها “الرباط” إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لزيارة المغرب من أجل “الحوار”، مجرّد “دعاية كاذبة”.
يُذكر أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، كان قد قال في تصريحات إعلامية، إن الملك محمّد السادس أصدر تعليماته، قصد إرسال “دعوة مفتوحة” إلى الرئيس تبون، لزيارة المغرب، قصد الحوار.
وبعد هاته الدعوة المغربية، على هامش “قمة العرب” التي انعقدت بالجزائر، في يومي 1 و2 نونبر الجاري، وحملت شعارا مفاده: “لمّ شمل العرب”، خرجت “وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية” مهاجمة على المغرب.
وكتبت الوكالة الجزائرية، يوم أمس الجمعة 4 نونبر الجاري، أي بعد يومين من انعقاد القمة، مايلي: “بعد الخيبة التي مني بها بسبب تصريحاته التافهة للصحافة العربية، لم يجد وزير الخارجية المغربي، في رحلته الدائمة للبحث عن الافكار الغبية، من حيلة أمامه سوى اختلاق دعوة مزعومة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لزيارة المغرب”.
ويرى متتبعون أن الكلمات التي تستخدمها الوكالة الجزائرية، التي هي مؤسسة رسمية، لا تليق بالمسؤولين الذين تُفترض فيهم الحكمة والرزانة، وعدم النزول إلى “الحضيض في الخطاب”.
وأضاف المتتبعون أن استخدام عبارات من قبيل (“تصريحاته التافهة” و”البحث عن الأفكار الغبية”)، إلى غير ذلك من العبارات العنيفة، تدل على مستوى الاهتزاز لدى صاحبها.
وفي السيّاق ذاته، كتبت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية: “بما أن هذا الموضوع جاد ولا يمكنه أن يكون مادة للدعاية الكاذبة، فإن هذه المناورة الدنيئة وغير اللائقة والتي لم تنطل على أحد لا تعدو أن تكون تبريرا سخيفا لتخلف عن حضور الملك محمد السادس في آخر لحظة اشغال القمة العربية”.
وهاجمت على مشاركة وزير الخارجية في “قمة العرب”، إذ قالت إنه “أمضى هذا الوزير المزور لأقواله معظم وقته يتجول في أروقة القمة بحثا عن أي صحفي ليلقي عليه هراءه بدلا من المشاركة، بطريقة بناءة مع أقرانه في مناقشة التحديات الحاسمة التي يواجهها العالم العربي أمام نظام عالمي جديد في طور التشكيل”.
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين متوترة منذ عقود، وزاد التوتر في الفترة الماضية حد القطيعة الدبلوماسية في غشت الماضي.
وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قد اعتبر في مقابلة تلفزيونية، يوم الإثنين 31 أكتوبر، غياب الملك عن القمة “فرصة ضائعة”.
وردا على تصريحات نظيره الجزائري التي تفيد بأن الرئيس تبون كان سيستقبل محمد السادس رسميا عند وصوله إلى الجزائر العاصمة، رأى وزير الخارجية المغربي أن “هذا النوع من الاجتماعات لا يمكن ارتجاله في صالة المطار”.
وفي سياق متصل، أبرز بوريطة في حديث مع “سكاي نيوز عربية” أن “يد المغرب ممدودة دائمة للدولة الجارة، والملك قالها بالحرف، لن يمس الجزائر أي سوء يأتي من المغرب”.
وأوضح بوريطة قائلا: “يجب أن نكون واضحين، المغرب لم يقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، العلاقات قطعت من جانب واحد، والحدود أقفلت من جانب واحد، وهذا هو الواقع”.