بناجح يكتب.. استغِلوا الفرصة للتخلص من وصمة التطبيع
الآن وقد صدر قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، تتضح أكثر عواقب التورط في التطبيع مع كيان تتوالى الإدانات الدولية لجرائمه.
لقد كنا ننادي بحرارة منذ البداية ونحذر من الوقوع في فخ هذا التطبيع، لا لأنه يضر فقط بالقضية الفلسطينية، بل لأنه يضع بلدنا في موقف لا حدود للحرج فيه أخلاقيا وسياسيا، ولا سبيل للاختباء من حجم العار فيه.
كيف يمكن الآن لمن تورطوا في قرار التطبيع أن يداروا الخجل وقد فتح الاتفاق الباب مشرعا على كل أشكال العلاقة التي يستغلها العدو لشرعنة جرائمه والاستعانة بالعائدات في تقوية ترسانة القتل لإخواننا الفلسطينيين؟
كيف يمكن الآن تبرير دعوة نتنياهو لزيارة المغرب؟
أي سبيل لردم التناقض الصارخ بين الموقف الرسمي الذي يوغل في التطبيع والموقف الشعبي الذي ظل ثابتا على دعم فلسطين ورفض أي علاقة مع المحتل؟
ما يحدث الآن هو فرصة حقيقية لإعادة النظر في هذا المسار. ويجب استغلال قرار المحكمة الجنائية الدولية للتراجع عن التطبيع، ليس فقط لرفع الحرج، ولكن أيضا لاستعادة الانسجام مع ضمير الشعب المغربي وإرثه التاريخي الداعم لفلسطين.
إن التطبيع مع إسرائيل لم يكن يوما مكسبا، والرهان عليه كان دائما خاسرا، لأن من يجرمه العالم اليوم كان وسيبقى للأبد عبئا على أي شريك له.
اللحظة تتطلب شجاعة للمراجعة.