بناجح يكتب.. المتصهينون العرب: القاعدة الخلفية للكيان الصهيوني
يشكل المتصهينون العرب إحدى أخطر الأدوات التي يعتمد عليها الاحتلال الصهيو-ني للتغلغل داخل الأمة العربية وتحقيق أهدافه.
هؤلاء الأفراد والكيانات لا يكتفون بتبرير الجرائم الصهيونية، بل يعملون ليل نهار لتطبيع الاحتلال في الوعي العام، متخذين من السياسة والإعلام والثقافة وسائل لتزييف الحقائق وتشويه صورة المقاو-مة من جهة، وتبييض سجل الاحتلال وشرعنة احتلاله وجرائمه من جهة ثانية.
إن أخطر ما في المتصهينين العرب سعيهم لتقديم الاحتلال كـ”جار طبيعي” ويحاولون طمس حقيقة أن القضية الفلسطينية هي قضية تحرر عادلة تتطلب موقفا موحدا وداعما للمقاومة. إلى جانب ذلك، يسعون إلى تطبيع الجرائم الصهيو-نية من خلال تصوير مجازر الاحتلال حقا للدفاع عن النفس، مقابل وصفهم المقاومة بالإرهاب.
إن وجود المتصهينين العرب يمثل خيانة مزدوجة؛ خيانة للقضية الفلسطينية وخيانة للمصالح الوطنية، حيث إن تقوية الاحتلال الصهيوني تعني إضعاف الأمة بأكملها وإتاحة المجال لتفتيت المنطقة أكثر.
هؤلاء يعتمدون على وسائل إعلام موجهة لتزييف الحقائق، والترويج للتطبيع الثقافي بهدف تغيير الصورة الذهنية عن الاحتلال، فضلا عن الخطاب السياسي الذي يدفع نحو إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل، وكأن الاحتلال ليس جريمة بل واقعا يجب قبوله.
المتصهينون العرب هم جزء من منظومة تخدم الاحتلال وتعمل على إضعاف الأمة من الداخل. وإن مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة تتطلب وعيا جماعيا يكشف باستمرار حقيقتهم ودورهم في خدمة الاحتلال، مع تعزيز الدعم الإعلامي والسياسي للمقاومة، ورفض كل أشكال التطبيع التي يسعون للترويج لها. كما يجب التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بوصفها قضية الأمة بأكملها، مع إبقاء الوعي متقدا حول ما يمثله المتصهينون من تهديد للأمن الوطني قبل أمن فلسطين.