قرار الجنائية الدولية زلزال في أركان الكيان وداعميه والمتصهينين
قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة المجرمين نتنياهو وغالانت يُعَدّ من أبرز التحولات التي أحدثها طوفان الأقصى. فقد نقل المقاومة الفلسطينية من مرحلة الصراع العسكري والسياسي إلى ميدان المحاسبة القانونية الدولية بعدما كان هذا المطلب مستحيلا عقودا قبل الطوفان المبارك، مما يكشف زيف الرواية الإسرائيلية التي طالما حاولت إضفاء شرعية على جرائمها.
هذا القرار، الذي جاء نتيجة التضحيات الكبيرة للشعب الفلسطيني والمقاومة، يعكس التأثير العميق لطوفان الأقصى في إرباك منظومة الاحتلال وفضحها أمام العالم.
كما أن القرار يُعتبر إشارة واضحة إلى تحولات دولية كبيرة في الرأي العام تجاه القضية الفلسطينية. ففي حين تحركت دول ومنظمات لدعم العدالة ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم، فضحت هذه الخطوة بشكل أكبر تواطؤ أمريكا والدول الغربية الداعمة لإسرائيل. أمريكا، التي وقفت عائقا صادا عبر تعطيل قرارات المحكمة الجنائية والضغط على الدول الأعضاء فيها وعلى القضاة، تجد نفسها الآن أمام واقع يصعب تبريره أخلاقيا، ما يزيد من عزلتها أمام شعوب العالم وأمام أحرار الغرب الذين يزداد دعمهم للقضية الفلسطينية.
في المقابل، يُبرز هذا القرار التناقض الصارخ مع موقف بعض الأنظمة العربية، التي بدلا من دعم التحركات الدولية لمحاسبة الاحتلال تتوغل في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. هذه الأنظمة لم تكتف بالصمت، بل فتحت أجواءها وموانئها لعبور الطائرات والبواخر الإسرائيلية، في خطوة تعكس تواطؤا مخزيا مع الاحتلال.
ومن جهة أخرى سيبقى هذا القرار شاهدا على شرف الدول والمنظمات التي عملت بجد لاستصداره، ودليلا على أن المقاومة الفلسطينية ومسانديها يحققون انتصارات استراتيجية تقوض أسس الاحتلال ومشروعه.
إن قرار المحكمة يُبرهن على قدرة المقاومة، بإرادتها وصمودها، على تحريك الضمائر وتغيير قواعد اللعبة الدولية. وهو أيضا دليل على أن مسيرة النصر ماضية بإذن الله، وأن الاحتلال مهما حاول الالتفاف على حقوق الفلسطينيين، سيبقى محاصرًا بجرائمه، في مواجهة شعوب أحرار العالم.
هذا القرار، رغم صعوبة تنفيذه حاليا، لكنه يُبرز عزيمة الدول الحرة والمنظمات الحقوقية في محاسبة قادة الاحتلال، ويكشف مدى عجز الاحتلال وحلفائه عن إخفاء حقيقة جرائمهم، ويُسقط كل فزاعاته التي كان يرهب بها الفضلاء من دول ومنظمات وشخصيات . وهو أيضا دليل على أن مقاومة الشعب الفلسطيني، المدعومة بجهود قانونية ودبلوماسية صادقة، قادرة على إحداث تغيير ملموس في الرأي العام العالمي.
وبهذا فإن طوفان الأقصى لم يكن مجرد حدث عابر، بل محطة مفصلية ستؤثر استراتيجيا على موازين
القوى، وهو خطوة كبرى نحو النصر القريب بإذن الله، وتأكيدا على أن الحق الفلسطيني يظل حيا في وجدان الأحرار في كل مكان.