“دعوة الهجرة الجماعية”.. البرلمانية الثامني تسائل اخنوش
اثارت محاولات الهجرة الجماعية لآلاف الشباب والقصر المغاربة خلال الأيام الأخيرة، وخصوصا بمنسبة دعوة 15 شتنبر للهجرة سباحة نحو سبتة المحتلة، الكثير من النقاش على المستوى الوطني، ليعتبرها البعض “جرس انذار خطير يجب على الحكومة والمسؤولين المغاربة الانتباه إليه تجنبا لوقوع الأسوأ مستقبلا”.
وكانت دعوات قد انتشرت على نطا واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، من اجل تنظيم حملة للهجرة الجماعية نحو مدينة سبتة المحتلة، والخاضعة للسلطة الاسبانية، سباحة، ليتم على اثر ذلك توقيف العشرات من مروجي هذه الدعوة والمآت من الشباب الذي حاول تنفيذها خلال نهاية الأسبوع المنصرم.
وفي نفس السياق، ساءلت برلمانية فدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عن جدوى سياسات عمومية اعتبرتها “لا تنعكس على المواطنات والمواطنين، مسؤولة عن تدهور أوضاع شرائح واسعة من المغاربة”.
وقالت التامني، ضمن سؤال كتابي توصل موقع “بديل” بنظير منه، “ما هي الإجراءات العاجلة لإنقاذ أولائك الشباب الذين اختاروا طريق الموت نتيجة اختلالات سياسية كرست الإهمال وتغذية اليأس والإحباط؟ “.
وأضافت التامني، “لقد حاول مئات الشباب والأطفال، ليلة السبت 14 شتنبر الجاري، التوجه نحو مدينة سبتة المحتلة، في إطار الهجرة القسرية المسماة غير شرعية، بعدما ضاقوا ذرعا من الفقر والبطالة والتهميش، مع استمرار السياسات اللاشعبية، التي لا تزيد الفقير إلا فقرا والغني ثراء”.
وتابعت، موجهة كلامها لرئيس الحكومة، “في الوقت الذي تدعي فيه حكومتكم، أنها تتجه نحو بناء دولة اجتماعية، نجد واقعا مخالفا تماما وبعيدا كل البعد عن ملامح الدولة الاجتماعية، حيث تعميق الفوارق الاجتماعية، وضرب المكتسبات الحقوقية وتفاقم البطالة، وارتفاع نسبة الفقر، والضرب في القدرة الشرائية للمواطنين، وعدم الوفاء بالوعود المقدمة للمواطنين خاصة منها ما يتعلق بفرص الشغل ومحاربة الفقر والهشاشة”.
وأكدت ان “الفقر والاقصاء والبطالة وعدم توفير فرص الشغل الكريم والمستدام، مع غلاء المعيشة؛ كلها عوامل إلى جانب أخرى ساهمت في اتجاه هؤلاء الشباب للمغادرة والتضحية بأرواحهم في سبيل البحث عن سبل عيش أفضل تقربهم من حلم الحياة الكريمة المنشودة، والمعطلة”.
وزادت، “حكومتكم السيد الرئيس فشلت في تدبير معظم الأزمات، ولم تستطع ثني الشباب عن فكرة الرحيل، ولم تستطع تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية والحد من الإقصاء والتهميش، فعشرات الشباب الراغبين في سلك طريق الموت ينحدرون من المغرب العميق الذي جابته السيارات رباعية الدفع محملة بوعود انتخابية لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع”.