هل يستفيد المغرب من رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي؟
بعد توليها الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي (اليوم 1 يوليوز الجاري)، ستشهد إسبانيا انتخابات تشريعية مبكرة، ولا يعرف فيما إذا كان رئيس الوزراء الاشتراكي الحالي، بيدرو سانشيز، سيفوز فيها ويبقى في منصبه أم لا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المحافظين. ويمكن للمحافظين أن يتحالفوا مع اليمين الشعبوي، ويحصلوا على مقاعد في البرلمان أكثر من تحالف اليسار بقيادة سانشيز، الذي دعا بنفسه إلى انتخابات مبكرة.
وقلل شانسيز من تأثير الانتخابات على رئاسة إسبانيا لمجلس الاتحاد الأوربي، وصرح في مدريد أوائل شهر يونيو المنصرم أن “الديقراطية ليست مشكلة أبدا، إنها ليست المرة الأولى في أوروبا التي تجرى فيها الانتخابات خلال رئاسة الاتحاد الأوروبي. وكان هناك تغيير حكومي أيضا”.
ويعتبر المغرب واحدا من أكثر الدول التي ستتابع باهتمام الانتخابات الإسبانية، وسط تخوف بعض الفاعلين من حدوث تغيرات “جذرية” في المشهد السياسي الإسباني.
وتعتبر حكومة سانشيز وحزبه حلفاء المغرب، ففي عهده تغير الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية لصالح الرباط ضدا على الطروحات الإنفصالية التي كانت تروج لها الجزائر وحلفائها منذ عقود في إسبانيا.
وقبل أن يعلن سانشيز عن إجراء الانتخابات الإسبانية في موعد سابق لأوانه، كان المغرب يمنّي النفس في حصوله على امتيازات بعد رئاسة إسبانيا، أكبر حلفائها حاليا داخل المنظومة الأوروبية، للاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تبدد وبدأت تخالطه بعض المخاوف بسبب الانتخابات المقبلة والتوقعات التي تذهب في اتجاه خسارة اليسار لها.
ويرى محللون سياسيون وصحافيون في إسبانيا، أن تغييرا حكوميا ومجيء ائتلاف حكومي مكون من المحافظين واليمينيين الشعبويين لن يؤثر على سياسة مدريد الصديقة للاتحاد الأوروبي.
و”خلال الأشهر الستة القادمة على إسبانيا مواجهة التحديات التي تواجهها أوروبا مباشرة، وهي كثيرة. (…) وقد أدت إسبانيا رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي في الماضي بشكل مرض، وهذا متوقع الآن أيضا”، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة “لا فانغارديا” الإسبانية حول الرئاسة الإسبانية الخامسة لمجلس الاتحاد الأوروبي منذ بداية عضويتها في الاتحاد عام 1986.