جدل البكالوريا “القديمة” على طاولة الوزير
ساءل النائب البرلماني المهدي الفاطمي، وزير “التعليم العالي” عبد اللّطيف ميراوي عن الإجراءات العاجلة التي سيتمّ اتخاذها من أجل القطع مع ظاهرة عدم قبول الطلبة الحاصلين على الباكالوريا “القديمة”.
وطالب برلماني الاتحاد الاشتراكي، ضمن سؤال كتابي، بالعمل على حث “جامعة شعيب الدكالي بإقليم الجديدة، على فتح أبوابها أمام كل من توفرت له الرغبة والإرادة”، منبها إلى أن “الإصلاح ليس مكلفا دائما، بل يتطلب في الكثير من الأحيان فقط قليلا من المنطق والمسؤولية والشجاعة؟”.
وقال الفاطمي إن “بعض المغاربة الحاصلين على شهادة الباكالوريا “القديمة” يواجهون مشاكلا أثناء التقدم للتسجيل في الجامعات والكليات، إذ غالبا ما يتم رفض طلبهم بمبرّر امتلاء المقاعد المخصصة لاستقبال الطلبة الجدد”.
وأضاف أن هذا ما حصل بالفعل بجامعة شعيب الدكالي حيث تم رفض جميع الطلبات المقدمة من طرف الراغبين بالالتحاق بالجامعة الذين يتوفرون على باكالوريا “قديمة”.
التصريحات والواقع
ويرى الفاطمي أن هناك “تناقض كبير بين تصريحات الوزير وبين الواقع”، مشيرا إلى أن الوزير “صرح به وأكد أن شهادة الباكالوريا لا تتقادم.
وأضاف أن “عدم تسجيل الطلبة الحاصلين على الباكالوريا “القديمة” بجامعة شعيب الدكالي، كنموذج، فيه إقصاء للكفاءات، وضرب لحق من حقوق الإنسان هو الحق في التعليم”.
وأورد ضمن المصدر ذاته أن “القضاء الإداري في العديد من الأحكام قرر بكون الامتناع عن تسجيل حاملي شهادات الباكالوريا بحجة أنها قديمة أمر غير قانوني ويضرب في أساس دستوري الذي يجعل من مؤسسات الدولة مسؤولة عن حصول المواطن على تعليم عصري ميسر الولوج، كما وردت في الفصل 31 من الدستور”، وفقا لتعبير البرلماني.
تساءل الفاطمي مع الوزير: “هل هكذا تشجع حكومتكم ووزارتكم الشباب على العلم والمعرفة والنفس الطويل في التكوين والتعليم العالي، للابتعاد عن الجهل والإدمان والفراغ والبطالة؟”.
الجامعة والوزارة
جدير بالأهمية أن الجامعات هي مؤسسات تتمتع بالشخصية المعنوية، وبالاستقلال الإداري والمالي، وتتخذ قرارات تدبير شؤونها بمعزل عن الوزارة.
يذكر أن أغلبية الجامعات المغربية ترفض قبول طلبات التسجيل التي يمتلك أصحابها شهادات البكالوريا لما قبل السنتين الأخيرتين، في حين أن هناك بعض المؤسسات الجامعية الأخرى تسمح بذلك.
وسبق لعدد من الطلبة أن حصلوا على أحكام قضائية، تقضي بإرغام بعض الجامعات على قبول ملفات تسجيلهم، على اعتبار أن شهادة البكالوريا غير قابلة للتقادم.