هل تستخدم الجزائر الغاز للضغط على إسبانيا بخصوص موقفها من الصحراء؟


ربطت الجزائر عودة سفيرها إلى مدريد بأن تـُقدم إسبانيا “إيضاحات مسبقة”، بخصوص الأسباب التي جعلتها تـُغير موقفها من الأقاليم الجنوبية المغربية.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وكانت الجزائر، قد استدعت سفيرها في مدريد للتشاور معه بشكل فوري، عقب إعـ.ـلان الأخيرة تبنيها للموقف الداعم لمقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء باعتباره الخيار “الأكثر جدية وواقعية” لحل هذا النزاع الذي عمر لعقود.

    وجاء هذا الموقف “المنفعل” من الجزائر، على الرغم  من “ترديد” أنها ليست طرفا في هذا النزاع، وهـ.ـو ما يـُبيّن بالملموس، أنها الجزء الأكبر من النزاع، ومن إعاقة تقدّم دول المنطقة.

    وأشار محلّلون اقتصاديون إسبان، إلى أن الجزائر قد تستخدم ورقة الغاز من أجل الضغط علـ.ـى مدريد بخصوص هذا الملف، مؤكدين على أن “حكام الجزائر يتخذون مواقفا متسرعة، وغير محسوبة العواقب وتجازف بمصالح بلادهم في كثير من الأحيان”.

    وصرح المبعوث الخاص المكلّف بدول المغرب العربي، في وزارة الخارجية الجزائرية عمّار بلاني، أن عودة السفير الجزائري إلـ.ـى مدريد “ستُقرّر سيادياً من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضرّرة بشكل خطير”.

    - إشهار -

    وأمام التعليقات الكثيرة التي اعتبرت الغضب الجزائري أمرا مؤقتا سيخف مع الوقت بالنظر إلـ.ـى طبيعة العلاقات والمصالح التي تربط الجزائر وإسبانيا، حرص المسؤول الجزائري على التأكيد أن موقف بلاده من مدريد ليس مسألة “غضب مؤقت”.

    وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في تصريحات سابقة، إنه يتنمى “حل هـ.ـذه الإشكالية الدبلوماسية مع الجزائر، خلال فترة زمنية قصيرة، وأن تحافظ إسبانيا على علاقة إيجابية واستراتيجية مع المغرب والجزائر”.

    وأكد رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية، فـ.ـي تصريحات إعلامية، أن الجزائر باتت تعول بشكل كبير على ما تمتلكه من احتياطي هام من الغاز كي تضغط على مدريد. فالجزائر تعد المزود الأساسي لإسبانيا من الغاز الطبيعي، وصدرت لها أكثر من 40% من حاجياته من الغاز الطبيعي عام 2021.

    وأضاف الصيداوي: “بعد بدء الحرب في أوكرانيا، اكتشفت الجزائر بدورها أن الغاز أصبح سلاحا قويا ومطلوبا جدا في أوروبا. ومع تدفق وزراء الخارجية الأوروبيين على الجزائر، فَهم هذا البلد أنه يمكنه أن يناور بسلاح الغاز في القضايا الإقليمية”.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد