متعافون من فيروس “كورونا” يفتحون قلوبهم لموقع “بديل. أنفو”


“كانت تجربة قاسية واستثنائية، لست مستعدة أن أكررها مرة أخرى” بهذه الكلمات تحكي إيمان عن تجربتها مع فيروس كورونا.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    إيمان فتاة في العشرينيات من عمرها، وهي أحد المتعافين من كورونا، لم تتخيل يوما أنها ستكون ضمن المصابين بهذا الفيروس. رغم أنها كانت مؤمنة بوجوده، وحريصة على توعية الناس بخطورته.
    تقول، إيمان في حديث مع “بديل”، ” في البداية شعرت بتعب جسدي شديد، ظننت أنني مصابة بإنفلوانزا عادية، لكن أعراض بدأت تزداد يوما بعد يوم، قبل أن أتصل بطبيب أعرفه، شرحت له ما أشعر به، أخبرني حينها بأنه ينبغي علي القيام بفحص فيروس كورونا.”

    الخوف والقلق والرعب كلها مشاعر شعرت بها إيمان عندما اكتشفت أنها مصابة بكورونا، لتوضح قائلة : ” حقا كان أمر بمثابة صدمة، اضطرزت بعدها أن ابتعد عن العالم الخارجي لمدة 14 يوما، كانت مليئة بمشاعر الحزن والتجارب الاستثنائية التي أثرت على نفسيتي.”

    كثيرة هي أفكار السوداوية التي راودت إيمان خلال فترة الحجر المنزلي، ضاعفت من معاناتها النفسية، خصوصا أنها لم تتحمل البقاء لوحدها طيلة تلك مدة.

    تؤكد أن نفسيتها لازلت متأثرة رغم تعافيها من كورونا، وغير مستعدة لتكرار هذه التجربة مرة أخرى، فكل ما تتمناه الآن هو أن يرفع عنا لله هذا وباء.

    التنمر الاجتماعي

    ” يبتعدون عني لأنهم يظنون أنني لازلت مصابة بكورونا.” هذا ما قالته هدى (إسم مستعار) عن قصتها مع الوباء.

    وأوضحت قائلة: ” تعرضت لأشكال مختلفة من التنمر الاجتماعي بسبب كورونا، رغم أنني تعافيت من الفيروس منذ شهر تقريبا.”

    لاحظت هدى تغييرا جذريا في تعامل عائلتها معها، خاصة بعد شفائها، فقد أصبحوا يتعاملون بحذر مبالغ فيه خشية أن تكون مازالت حاملة للفيروس. لتقول في حديث مع “بديل”، ” لقيد تعافيت من كورونا لكن كلما التقيت بهم سارعوا إلى تعقيم أنفسهم.”

    وأضافت أنها عُزلت في غرفة لمدة أسبوعين تقريباً، لم ترَ أي أحد من أقاربها، كما أنها شعرت بوحدة قاتلة خلال تلك الفترة. لتُختم حديثها قائلة ” بعد هذه التجربة المختلفة، أصبحت أقدر أبسط الأشياء، خاصة نعمة الصحة.”

    - إشهار -

    ليست سهلة

    وبدوره سعيد، يروي قصة شفائه من كورونا، فيقول ” في البداية أحسست بإرتعاش، وارتفاع طفيف في درجة حرارة جسمي، بالإضافة إلى سعال متواصل وبعض آلام المفاصل والعضلات، وبخصوص ضيق التنفس فكان خفيفا ولم يستوجب نقلي إلى المستشفى.” مضيفا بالقول : هذه التجربة التي مرزت بها ليست بي السهلة ولا ينبغي الاستهانة بها”.

    وأكد أنه يظل في البيت لمدة 15 يوما، في غرفة بعيدة عن أفراد أسرته، اعتمد على أنواع عدة من الأغذية السليمة لتقوية المناعة ومحاربة الفيروس.

    وتابع أن للصحة النفسية لها أهمية كبيرة خلال فترة العزل المنزلي، خصوصا أن الخوف يضعف قدرة المصاب على محاربة الفيروس. ليوضح قائلا ” الشعور بالخوف هو أمر طبيعي، لكن لا ينبغي أن يكون مفرطا لأنه يؤثر سلباً على المريض، ثم قال سعيد: “لذلك حاولت في تلك الفترة أن أتغلب عن كل المشاعر الحزينة والأخبار السلبية والتهويلات التي من شأنها ان تنقص مناعة الجسم.”

    وختم حديثه بالقول: ” لا يُمكنني أن أنسى هذه التجربة المختلفة، ولا أرغب في تكرارها طبعاً، لقد أصبحت اليوم أقوى من ذي قبل.”
    معاناة نفسية

    وفي هذا الصدد تقول الأخصائية النفسية، بشرى المرابطي، في تصريح لموقع ” بديل” إن ” التجربة التي مر بها الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا ليست بالسهلة، فالانعزال عن العالم الخارجي خلال فترة الحجر الصحي يرفع من درجة خوفهم من فكرة الموت، كما قد تنتابهم فكرة الجنون والضياع في بعض الأحيان.” مضيفة أن الشخص قد يُعاني من الكثير من الاضطرابات كالنوم وأحلام اليقظة، إلى جانب ظهور أعراض قوية”.

    وأوضحت المرابطي أنه بعد خروج الإنسان من هذه التجربة، يتوجس الناس منه لاعتقادهم أن الفيروس لازال يسكنه، هذا السلوك يعكس تمثل عموم الناس للفيروس الذي يختلف تماما عن التصور العلمي، الأمر الذي يعمق الجروح النفسية للمصاب، ويضيف له معاناة نفسية أخرى، بعد خروجه من الحجر الصحي.” مشيرة إلى أن العزلة التي خضع لها قد ترفع رغبته في التواصل مع الآخرين، غير أن هذه الرغبة تصطدم بالابتعاد ونفور الآخرين منه، هذا النفور المجتمعي قد يولد لدى البعض شعورا سلبيا تجاه الغير، مما قد يتسبب في مشاكل عائلية حتى وإن انتهى وباء كورونا.

    وختمت حديثها بالقول إن ” تجربة الحجر الصحي في المنزل وفي المستشفى خاصة ليست بالأمر السهل، فقد ترفع من احتمالية وقوع الشخص في الاضطرابات النفسية، أو في ارتفاع درجة خوفه وتوتره، الأمر الذي يستلزم مرافقة نفسية وبالتالي على القطاع الصحي أن يأخذ بعين الاعتبار توفير الخدمة النفسية للمصابين بفيروس كورونا.

    والجدير بالذكر أن حصيلة الوفيات والإصابات الناجمة عن فيروس كورونا في ارتفاع مطرد، وذلك منذ تسجيل أول حالة إصابة في البلاد في 2 مارس 2020 بالبيضاء.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد