آيت يدر بنسعيد يحثّ بلافريج على الاستمرار في المعركة
قال آيت يدر بنسعيد، مقاوم وقيدوم السيّاسيين المغاربة، إن “الأمل معقود على الفيدرالية، ومرشحاتها ومرشحيها في ربح أكبر قدر ممكن من المقاعد النظيفة، والصافية، والنزيهة، والمستحقة”، مبرزا أنه من غير المسموح لأطر الفيدرالية “ووجوهها ومناضلاتها ومناضليها بالرجوع إلى الوراء، في وجه هذه المعركة وإدارة الظهر لها”، في إشارة منه، ربما، إلى النائب البرلماني عمر بلافريج الذي أعلن في وقت سابق، عن نيته في عدم الترشح في الانتخابات المقبلة.
وأكد آيت يدر، في رسالة بمناسبة الذكرى الـ7 لتأسيس الفيدرالية، أن هذه الأخيرة بحاجة إلى الجميع، وبحاجة إلى الانفتاح الواسع والذكي على اليساريات واليساريين النزهاء وعلى الشريفات والشرفاء من بنات وأبناء هذا الوطن.
طريق البناء
وضمن الرسالة التي وجّهها القيّادي اليساري إلى مكونات “الفيدرالية”، وإلى كل نشطاء “اليسار المغربي”، يوم أمس جاء مايلي: “الجميع يعلم بكثافة المجهودات العملية التي قمنا بها -جميعا و معا- منذ انخراطنا الجماعي والوحدوي في بناء اليسار الموحد سنة 2000، ثم انخراطنا الهام في بناء الحزب الاشتراكي الموحد سنة 2005، وحرصنا على تطوير علاقتنا للحفاظ على مكسب تجمع اليسا، واختيارنا الطوعي والوحدوي لدخول انتخابات 2007 ضمن تحالف اليسار الديمقراطي، ثم انخراطنا القوي والمشحون بالأمل في تأسيس فيدرالية اليسار الديمقراطي في 23 مارس 2014، بما يحمله تاريخ -23 مارس- من دلالا ت ذكية لا تخفى على أحد”.
وأشار في الرسالة التي توصّل موقع “بديل” بنسخة منها، إلى أن الأمل كان هو الوصول إلى “محطة الانتخابات المقبلة، وقد توحدت قوانا مرة أخرى، وحققنا هدف البناء الموحد لحزبنا اليساري الوفي لقيم اليسار، والمنشغل بقضايا الوطن، والمحتضن لحراكات الشعب المغربي، والمساند لهمومه اليومية”.
وتابع: “غير أن الظروف الذاتية والموضوعية لم تسعف بتحقيق كل مستلزمات هذا المشروع المستقبلي الكبير، رغم المجهودات الكبيرة والمشكورة التي بُذلت وما تزال تبذل”.
الوضوح الكافي
وسجل بنسعيد في رسالته أن “الجميع يدرك تمام الإدراك بأن مشاريع مستقبلية وكبيرة من هذا النوع لابد أن تُبنى على وضوح كاف للأسس، وعلى ثقة متقاسمة، وعلى تنازلات متبادلة، وكلها أمور نتوفر اليوم على نسبة هامة منها ستساعد -حتما- على تحقيق الاندماج الجماعي في هذا الحزب اليساري الكبير بعد سنة من الانتخابات المقبلة أو خلالها”.
وأكد أن الفيدرالية ستنظم “مباشرة بعد الانتخابات مسار التحضير التشاركي لنقاش جماعي ورفاقي لمختلف القضايا التي من حق أي مكون أن يطرحها في المجالات الضرورية للمشروع فكرية، وسياسية، وتنظيمية، وحسمها باستثمار عقلاني، وجيد للتراكمات المكتسبة حاليا”.
وقال السيّاسي ذاته “أنا مؤمن بأن النجاح في خوض غمار معركة الانتخابات بنفس قوي ووحدوي -ودون أوهام مدمرة- سيخلق أجواء التصالح مع الذات، واكتشاف الآخر، والاطمئنان المتبادل؛ وبالتالي الاقتراب أكثر من تحقيق الهدف المشترك”.
تقديم البديل
والتمس ضمن الرسالة “من رفيقات ورفاق الحزب الاشتراكي الموحد بكل مؤسساته، ومسؤوليه، ومناضلاته ومناضليه أن يكونوا قنطرة واصلة وجسرا ممتدا لهذا المشروع الوحدوي؛ وأن يتوجهوا إلى المهام التي تتطلبها المرحلة، وأن يترفعوا عن المعارك الصغيرة لأن المعارك الكبرى تنتظرهم”، مبرزا أنه لا يجب القبول بالفشل أو التراجع خاصة، وأن الحراكات الشعبية تسائلهم وتنتظر منهم تقديم البديل وبلورة أفق استراتيجي واضح المعالم.
وفي السياق ذاته، توجه إلى “باقي مكونات الفيدرالية -قيادة وقواعد- بنداء رفاقي للحرص على مزيد من تفهم بعضنا البعض، ودعم مجهودات اللجن المنكبة على تحضير الانتخابات المقبلة على مستويات المركز والجهات والفروع؛ والتعاون فيما يمكن أن يسهل التعاضد، والانصهار، والعمل المشترك باعتباره أساس بناء المستقبل بيسر وسهولة”.
ولفت القيدوم ذاته الانتباه، إلى أن “فيدرالية اليسار ستكون لها كلمتها المتميزة في الانتخابات المقبلة، لأن الشعب المغربي اكتوى كثيرا من الفشل الذريع للتجارب المتعاقبة على تدبير الشأن العام”، داعيا في هذا الصدد إلى عدم السماح بـ”ضياع مزيد من الفرص”,