اسكتوا المهدوي بأي وسيلة وثمن

كما حصل مع الكثير من الصحفيين المستقلين والمدافعين عن الحقيقة والصدق في زمن أصبح الكذب والتدليس عملة رائجة، يتعرض الصحفي، مدير نشر موقع “بديل”، حميد المهدوي، لهجوم متواصل من طرف جهات متعددة يجمع بينها خيط ناظم واحد، محبوك في غرفة واحدة، يهدف لخنق المهدوي وإسكات صوته للأبد.
نحن اليوم لسنا بحاجة للعودة لقصة الدبابة والتي قضى على اثرها المهدوي ثلاث سنوات حبسا نافذا، فالأخطر من ذلك أن المهدوي تحول لمادة للتشهير والسب والقذف، وبشكل يومي ومن حوالي 5 قنوات على اليوتيوب- على رأسهم قناة المشهر “السلكوط” صديق المحامي.
تخيل معي أن تسب بشكل يومي، نعم بشكل يومي وبمعدل ساعة في اليوم من قناة واحدة فقط دون الحديث عن الاخريات، ومنذ أكثر من سنة، تسب أنت وعائلتك وأصدقاؤك، وحين تضع شكاية للجهات المختصة، لا يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة، ويتم السماح للمشهر المقيم في أمريكا بالدخول ومواصلة حفلة التشهير من هنا ثم الخروج وكأن شيئا لم يكن.
اليوم وبعد أن صرخ المهدوي: “السلكوط يستبيح عرضي وعرض المغاربة مسؤولين ومواطنين”، كان الجواب من رئيس اللجنة المؤقتة لتدبير شؤون الصحافة، الصحافي يونس مجاهد، “عار عليك أ المهدوي.. السلكوط كلمة بذيئة”..
وواصل السيد مجاهد مستعملا صلاحياته، ورفض تسليم بطاقة الصحافة للصحفي حميد المهدوي، أو لنقل للدقة اكثر “تركها في طور المعالجة”، يعني: لم يمنحه البطاقة ولم يرفض منحه إياها.. وبقيت في طور المعالجة لأكثر من 3 أشهر، أي أكثر من ربع مدة صلاحيتها (يتم تجديدها مرة كل سنة).
كل ما سبق ينضاف إلى ثلاث شكايات تقدم بها وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، ضد الصحفي حميد المهدوي، والتي طالب قائد “الجرار” سابقا في الأولى بتعويض قدره مليار سنتيم، لتحكم له المحكمة بتعويض قدره 150 مليون وبالسجن النافذ لسنة ونصف، بينما لاتزال الشكاية الثانية في المرحلة الابتدائية والشكاية الثالثة في مرحلة التحقيق الذي تجريه الشرطة.
- إشهار -
ومؤخرا خرج شخص ينسب نفسه للجسم الحقوقي، مرتبط بشبكة “المحامي والسلكوط”، حسب بعض المتتبعين، ووضع شكاية ضد المهدوي، وذهب للمجلس الوطني للصحافة ليطلب منهم عدم تمكين المهدوي من البطاقة.
في زمن البصري وقبله الدليمي وأوفقير ورفاقهم كانت المواجهة على المكشوف، أما اليوم فقد تغيرت الأمور وأصبحت الأسلحة غير المشروع مباحة، وتحولت ساحة الحرب من قاعة المحاكم والمخافر والمعتقلات السرية، التي كانت تمنح الضحية شرف المواجهة، إلى منصات ومواقع التشهير التي يصبح فيها شرف الضحية وشرف أسرتها وكل معارفها مباحا وملكا مشاعا.
الخطير اليوم هو أننا كمغاربة نشاهد الوطن ينهار، ليس بسبب قصة المهدوي وحده، لكن هناك قصص أخرى ربما اكثر ايلاما، قصص أناس أكلهم القرش بحثا عن لقمة العيش أو داستهم الأقدام في طريق البحث عن الخبز الحافي.
المطلوب اليوم هو أن يقف المسؤولون عن مؤسسات الدولة وقفة تأمل، للإجابة على سؤال: ما نتيجة هذه السياسة؟، وبغض النظر عن المهدوي.. ماذا سيربح الوطن من هذه المواجهة؟.