من أجل فهم تضارب المصالح بين أخنوش وبنكيران


اصرار عبد الاله بنكيران على ضم اخنوش الى حكومته كانت الغاية من وراءه رسالة سياسية لرجال الاعمال، لطمئنتهم اتجاه الاسلامين لتعزيز قاعدتهم الشعبية، لهذا اتجهو الى تمكين رجال الأعمال، على امتيازات اقتصادية وتسهيلات حكومية وحماية لمصالحهم التجارية، للحصول على قوة أكبر في مواجهة المنافسين والمعارضين، ويساعد في استقرار حكومتهم السياسية والاقتصادية بما يخدم بقاءهم في السلطة.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    و الحال ان 2016 و بعد احتلال العدالة و التنمية المرتبة الاولى وتعيين عبد الإله بنكيران اصر على عدم تشكيل الحكومة إلى ومعه عزيز اخنوش الذي اصبح الامين العام لحزب التجمع الوطني الاحرار ، الذي ارد الدخول للحكومة وفق شروط لم يتقبلها بنكيران الأمر الذي سبب ما اطلق عليه بالبلوكاج الحكومي، انتهى بعزل بنكيران و تشكيل الحكومة بقيادة سعد الدين العثماني، الشيء الذي لم يقبله بنكيران الذي دخل في هستيريا العزل يرد من خلالها رد الصاع لكل من تسبب في عزله بمنطق شخصي وقد تجسدت هذه العقدة في علاقته المتوترة مع إخوانه من تيار الذي رفض الخروج من الحكومة وصول الى الاطراف السياسية الممتلة في عزيز اخنوش و إدريس لشكر.

    هذا التحول الذي لا يرده بنكيران الى تعنته وتعاطي مع تشكيل الحكومة وفق منطق شخصي بل يرجعه الى كون اخنوش وإدريس لشكر لعبا دورا محوريا في عزل بنكيران الذي لم يتخلص من هستيريا العزل مما يجعله يتحدث وفق رؤية انتقامية.

    رفص التنسيق مع المعارضة تحت مبرر إدريس لشكر، و ركز على تصوب المدفعية صوب اخنوش الذي يقود الحكومة، مما يوضح ان العزل خلف ندوباً عميقة في نفسية بنكيران السياسية.

    - إشهار -

    وتتجلى آثار هذه العقدة في الخطاب السياسي لبنكيران، الذي يتميز بنبرة انتقامية واضحة. فمطالباته المتكررة باستقالة أخنوش ومحاكمته تعكس رغبة عميقة في استعادة ما يعتبره حقاً مسلوباً. هذا السلوك يتجاوز حدود المعارضة السياسية التقليدية ليصبح تعبيراً عن صراع نفسي عميق.

    في المقابل، يمثل صمت أخنوش وتجاهله لهذه الحملات عاملاً مضاعفاً لإحباط بنكيران. فعدم الرد يحرم بنكيران من فرصة المواجهة المباشرة التي يسعى إليها، مما يزيد من حدة توتره النفسي والسياسي.

    ويبدو أن هذه العقدة قد أصبحت محركاً أساسياً لسلوك بنكيران السياسي، حيث تحول من سياسي يناقش القضايا العامة إلى شخصية مهووسة بفكرة الثأر السياسي. هذا التحول يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل مساره السياسي وقدرته على تجاوز هذه العقدة التي باتت تستهلك طاقته وتؤثر على أدائه كقيادي في المعارضة.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد