معاناة مغاربة مع “ترخيص رئيس الحكومة لتجاوز السن القانوني للتوظيف”

معلوم أن القانون هو الآلية التي تضبط تعاملات الناس والمؤسسات، وهو العصب الرئيسي للدولة، ومعلوم أيضا أن القانون وجد ليسهل حياة المواطنين وييسرها، لكن هذا ما لا يشمل حق الترخيص الذي منحه المشرع لرئيس الحكومة قصد السماح لمن تجاوزا “السن القانونية للتوظيف” بالترشح لبعض المبارياة، رغم ما يشكله هذا الأمر من أهمية بالنسبة للكثير من المغاربة.

قصتنا اليوم يرويها الشاب نور الدين. ح، البالغ من العمر 41 سنة، والحاصل على شهادات تقنية ومهنية في مجال الاستقبال والأيواء الفندقي منذ 2006 ومستخدم بالقطاع الخاص.

نور الدين لازال مسكونا بحلم التوظيف في القطاع العام، شأنه شأن الكثير من الشباب المغربي، خاصة بعد تمديد مدة الخدمة القانونية بحساب سن التقاعد إلى 45 سنة.

تقدم نور الدين، خلال الايام القليلة الماضية، لمباراة تقني درجة 4 بوزارة الصحة، لكن حلمه “تبخر” بعد أن اكتشف بأنه مطالب بترخيص ممضي من رئيس الحكومة، لأنه تجاوز الـ40 سنة، وبذلك وجد نفسه في مواجهة حاجز إضافي للمباراة التي يريد اجتيازها.

قال نور الدين: “واجهتني مجموعة من الإشكالات والعوائق في طريقي للحصول على الترخيص”، واوضح، “بعد اتصالي بالسكريتاريا الخاصة برئيس الحكومة تم إعلامي بإرسال الطلب عبر الفاكس وانتظار الرد”.

وأضاف، “الاشكال الأخطر كيف لشخص واحد احتكار امضاء التصريحات لآلاف المغاربة على الصعيد الوطني. وهل أجندة الرئيس المحترم تخول له التواجد الدائم بمكتبه ونحن نعرف الإكراهات السياسية الحالية علما أن تواريخ الامتحانات محددة ولايمكن تجاوزها”.

وتساءل نور الدين، ” ما فائدة الرقمنة، إذا كنا مضطرين للتعامل بالفاكس، وما فائدة اللامركزية اذا كنت سأتنقل إلى مدينة الرباط من أجل انتظار ربما يطول أسابيع أو أشهر لشهادة من حقي أن أحصل عليها طبقا لمقتضيات الظهير الشريف المنظم للوظيفة العمومية”.

وختم الشاب نور الدين، “نعلم أن لكل قطاع وزير فلماذا لا يفوض للمديرية الجهوية أو المندوبية الجهوية المسؤولة عن المباراة إصدار التراخيص الخاصة بالسن الخاصة بها كل على حده”.