كيف تعاملت الشبيبات الحزبية مع واقعة “الهروب الكبير”؟


عرّت واقعة “الهروب الكبير” الكثير من الأعطاب التي تعاني منها بلادنا، والتي لن يتم تجاوزها- حتما- إذا استمر تفكير القابضين على دفة القرار بنفس الطريقة، فالمؤكد أن العيب ليس هو الخطأ في حد ذاته، رغم فداحته وضرورة محاسبة المسؤولين عنه، لأن الثمن في هذه الحالة باهظ، إنه جيل بأكمله أو جزء كبير منه، لكن العيب كل العيب هو أن نطمح للحصول على نتائج أفضل باعتماد نفس الأساليب التي أنتجت الفشل. فالتغيير يجب ان يحدث بقوة الأشياء واستجابة لتحولات حصلت داخل بنية المجتمع بالفعل.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    ومن ضمن ما كشف عنه “الهروب الكبير”؛ “استقالة او إقالة” الشبيبة الحزبية من لعب الدور الذي كانت تلعبه إلى وقت قريب، حين كانت- شبيبة الأحزاب والشبيبة الطلابية بمختلف تعبيراتها- تؤطر وتشحذ الأجيال الصاعدة، وتغرس القيم، التي من ضمنها بكل تأكيد حب الوطن والعمل من أجله، مهما كانت زاوية النظر التي تنظر منها تلك الشبيبة، سواء كانت داعمة أو معارضة للسلطة، لكنها كانت بكل تأكيد كانت تعمل من أجل تقدم المغرب وتُجمع على جعل الوطن ومصالحه قولا وفعلا في المقام الأول.

    والمؤكد الذي لايحتاج إلى توكيد هو ان أغلب الشبيبات الحزبية والطلابية اختارت الصمت، لسبب أو لآخر، مع استثناءات معدودة، والتي كان صوتها خافتا، ولم يستطع احتلال الحيز الذي يستحق. فباستثناء شبيبات النهج الديمقراطي وفدرالية اليسار والعدالة والتنمية وشبيبة الحركة الشعبية، فضلت البقية دفن رأسها في الرمل، رغم أن هذه الواقعة تهمهم بشكل مباشر، وتمس فئة من المفروض هم صوتها ومعبرها.

    وتفاعلا مع الحدث، رأت شبيبة حزب النهج الديمقراطي العمالي أن هذه الأحداث “الأليمة والمؤسفة” هي نتيجة لـ” الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخطيرة التي تعيشها البلاد”، والمتمثلة، وفقها “أساسا في اتساع رقعة البطالة بشكل مهول، والهشاشة والتفقير خاصة في صفوف الشباب أبناء الطبقات الشعبية المسحوقة”.

    وتعتقد شبيبة الحزب اليساري المعارض أن “هذه الصورة القاتمة ما هي إلا نتيجة حتمية لغياب تنمية حقيقة بالبلاد وتفشي الفساد والبطالة والحكرة وإفلاس السياسات الطبقية التي ينهجها النظام المخزني الخادم المطيع للإمبريالية والمؤسسات المالية العالمية”.

    ومن موقع المعارضة البرلمانية، حملت الشبيبة الحركية حكومة عزيز أخنوش المسؤولية السياسية الكاملة عن هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب المغربي، “نظرا لغياب برامج فعالة ومستدامة لدعم الشباب وتوفير فرص عمل كافية له”.

    - إشهار -

    ودعت شبيبة “السنبلة” الحكومة إلى “إعادة النظر في السياسات العمومية الموجهة للشباب، وإطلاق حوار مجتمعي حقيقي حول أزمة تشغيل الشباب لإيجاد حلول ناجعة تمكن من إعادة الأمل للشباب المغربي”.

    من جهتها دعت شبيبة فدرالية اليسار الديمقراطي، الجهات القضائية الى فتح تحقيق شامل في أحداث 15 شتنبر الجاري، “والكشف عن المتورطين في تعريض شباب وشابات الوطن إلى حملة تهجير قسرية جماعية”.

    وناشدت الشبيبة، كل القوى الديمقراطية والتقدمية الشبابية لـ”توحيد الصفوف وتشكيل جبهة وطنية لمواجهة السياسات التخريبية المسلطة على الشباب، والمطالبة بوضع سياسة مندمجة للشباب قادرة على تقديم الإجابة الواقعية والعلمية على المشاكل التي تعاني منها هذه الفئة”.

    وكانت شبيبة العدالة والتنمية قد أكدت أن ما عرفته الفنيدق فيما سمته بـ”الهروب الجماعي الكبير”، من محاولة جماعية للهجرة السرية إلى مدينة سبتة المحتلة، هو “نتيجة طبيعية ومباشرة لفشل الحكومة في تدبير الشأن العام”.

    كما دعت الحكومة إلى العمل بجدية لتبني سياسات فعّالة وشاملة للتصدي لأسباب الهجرة السرية، من خلال توفير فرص شغل حقيقية للشباب، ودعم البرامج التنموية التي تركز على خلق بيئة اقتصادية تتيح للشباب فرص العيش الكريم داخل وطنهم.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد