من يقف وراء إقصاء فجيج من حضور المؤتمرات الوطنية ذات الصلة بمستقبل الواحات؟
كان من المنتظر أن تُسْتدعى مدينة فجيج لحضور المؤتمر الدولي الذي استضافته مدينة وارزازات يومي السبت والاحد 29 و30يونيو المنصرم، حول الأمن المائي والسيادة الغدائية الذي ينظمه المركز الدولي للواحات والمناطق الجبلية، في دورته السادسة تحت عنوان: “أي نموذج تنموي مستدام للمنظومات الواحية والجبلية والحفاظ على التراث اللامادي”.
وخلافا للمتوقع، لاحظ المتتبع الحدق قبل المعني بالأمر بأن واحة فجيج ليست من بين المدعوين للمشاركة ولا حتى للحضور في هذا المؤتمر الذي يهم الواحات بالدرجة الاولى لا في شخص المجتمع المدني للواحة ولا المؤسسات المنتخبة.
في حين حضرته الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الاركان وهي المؤسسة التي أحدثت في الأصل لتشجيع كل المبادرات التي تهدف إلى حماية الواحات، خاصة ونحن نعرف الوضع الذي تعيشه واحة فجيج.
لقد تم إقصاء واحة فجيج وحرمت من المساهمة النقاش الذي سيدور في هذا المؤتمر حول مستقبل الواحات في المغرب ككل، وما تعانيه من ندرة المياه والاجهاد المائي على مختلف أشكاله.
بالإضافة إلى هذا الإقصاء، فقد تم اغفال حضور فجيج من قبل في اللقاء الذي نُظّم لتدارس تحديات الجفاف في جهة الشرق خلال الشهر المنصرم بمدينة وجدة، والذي تبين من خلاله أن الواحات على الخصوص أصبحت مهددة بالاندثار ونزوح ساكنتها إلى المدن والحواضر، فمن وراء هذا الاقصاء الذي أصبح ممنهجا في الآونة الأخيرة؟.
إذا كان هناك من تفسير لهذا التساؤل فعلى الجهات المعنية أن تنور الرأي العام، إزالة لكل لبس أو سوء فهم، فقد أصبح أهالي فجيج يتخوفون من أنهم قد يكونون تحت الحصار غير المعلن بسبب احتجاجهم المشروع ضد تفويت موارد مياه الواحة لشركة الشرق للتوزيع، ورغم التهميش التنموي وهشاشة الوضع الاجتماعي للمدينة والنقص الحاد في الخدمات الصحية الأساسية.
فهل هناك بعض الجهات أصبحت تسعى جاهدة لمعاقبة مدينة فجيج بكل الوسائل بما فيها الحضور في هكذا مؤتمرات لاسماع صوتها المبحوح لما يزيد الان على الثمانية أشهر من دون أن يلقى آذانا صاغية من السلطات الحكومية؟.