شهيد “ينسف” حصيلة الحكومة بـ”الفشالات العشرة”
وجه رئيس الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية، عبد الرحيم شهيد، نقدا لاذعا للحصيلة المرحلية للحكومة التي يقودها عزيز أخنوش، مرتكزا على الالتزامات العشرة التي نالت على أساسها ثقة البرلمان، “ناسفا” تلك الوعود، وعدا وعدا، من خلال ما أسماه بـ”الفشالات العشرة للحكومة”.
وقال شهيد، خلال تدخل برلماني بمناسبة مناقشة الحصيلة الحكومية بمجلس النواب، اليوم الأربعاء 8 ماي الجاري، “المفروض أن الحكومة هي التي يجب أن تذكر بالتزاماتها وتستعرض ما حققته، وحيث أنكم لم تقوموا بذلك سنتكلف بالمهمة نيابة عنكم”.
وأضاف، مؤكدا على أن تدخله اليوم ليس باسمه الشخصي وفقط بل باسم فريقه البرلماني وباسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، “لم تمتلكوا الجرأة لتتحدثوا عن تلك الالتزامات لأنكم لم تفشلوا مرة واحدة بل فشلتم عشر مرات”.
وعدد شهيد تلك “الفشالات” على الشكل التالي:
الفشل الأول
وعدتم المغاربة بالرفع من وثيرة النمو إلى معدل 4 بالمائة خلال ولايتكم، غير أن نسبة النمو تراجعت في السنة الأولى إلى 1.3 في المائة سنة 2022، 3.2 سنة 2023، 3.7 سنة 2024، في الوقت الذي كان يسجل فيه الاقتصاد الوطني منذ سنة 2000 نموا متوسطا يقدر بـ4.1 في المائة.
الفشل الثاني
تعاقدتم مع المغاربة على إحداث مليون منصب شغل صافي خلال ولايتكم الحكومية، والحقيقة أن الحجم الإجمالي للشغل تراجع بـ24 ألف منصب شغل خلال 2022 وبـ80 ألف منصب شغل خلال سنة 2023، وارتفع معدل البطالة إلى 13.7، لتكونوا بذلك الحكومة الأقل انتاجا لفرص الشغل الحقيقية والأكثر انتاجا للبطالة في السنوات الأخيرة.
الفشل الثالث
إلتزمتم برفع نسبة نشاط النساء من 20 في المائة إلى أكثر من 30 في المائة، وأصبحتم اليوم تتجنبون الحديث عن هذا الإلتزام نتيجة التراجعات الخطيرة في هذا المجال.
الفشل الرابع
قدمتم للمغاربة وعدا بتفعيل الحماية الاجتماعية الشاملة، لماذا ‘أمو تضامن’ لغير الأجراء لم يحظ بثقة المهنيين والشركاء في ظل النسب الضعيفة للمنخرطين الذي يؤدون اشتراكاتهم؟، ما مصير الفئات التي أقصية من ‘امو تضامن’ بفعل العتبة والمؤشر؟، هل يمكن أن نكون مطمئنين على ديمومة هذه الأنظمة؟، ما مصير المؤمنين الذي فقدوا الحق في ‘أمو تضامن’ ومصير أصحاب الأمراض المزمنة؟.
بموجب اتفاقية سابقة وقعت أمام الملك سيتم تغطية 1.6 فلاح، اليوم كم منهم لديهم الحق المفتوح ويستفيدون مع عائلاتهم؟، المسجلون اليوم من هذا العدد هم 300 ألف والذين يستفيدون هم 25 ألف فقط، لذلك لا داعي لبيع الأوهام على النجاحات غير الموجودة.
ويبقى أن نتساءل؛ هل مشروع اصلاح المنظومة الصحية يفي بمتطلبات هذا الورش الملكي الكبير؟.
الفشل الخامس
التزمتم في برنامجكم الحكومي بإخراج مليون اسرة من الفقر والهشاشة، والحقيقة أن معطيات مندوبية التخطيط تؤكد نزول أزيد من 3 مليون مغربي تحت عتبة الفقر وارتفاع معدل الفقر من 1.2 سنة 2022 إلى 6.6 سنة 2023.
مندوبية التخطيط تؤكد استمرار تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، 82 في المائة من الأسر صرحت بتدهور مستوى معيشتها.
الفشل السادس
وعدتم بحماية وتوسيع الطبقة الوسطى، والزمتم بأن قانون المالية سيتضمن اجراءات مهمة موجهة لها، لكن الواقع المر هو أن الجزء الأعظم ممن يعيش تحت وطأة الغلاء، ولم تقوموا بخلق طبقة وسطى بالعالم القروي كما دعا لذلك الملك محمد السادس، الحقيقة أنه في عهدكم، المنتمي للطبقة المتوسطة مهدد بأخذ مكانه إلى جانب الطبقة الفقيرة.
الفشل السابع
تعاقدتم مع الشعب المغربي على تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية من 46 في المائة إلى أقل من 39 في المائة، لكن الواقع عنيد يؤكد فشلكم أمام استمرار اتساع الفوارق المجالية والترابية وعدم القدرة على انصاف الفئات الهشة، معدلات النمو في الجهات الضعيفة في تراجع مستمر.
الفشل الثامن
التزمتم بتعبئة المنظومة التربوية لتحسين تصنيف بلادنا على الصعيد الدولي لكن الواقع يؤكد أنكم ابتعدتم كليا عن تفعيل العديد من المقتضيات الواردة في القانون الإطار للتربية والتكوين بوصفه الوثيق المرجعية للجميع، وانشغلتم بقضايا جانبية ودفعتم بالمنظومة التعليمية لاحتقان غير مسبوق في تاريخ المغرب لازالت تداعياته السلبية قائمة إلى اليوم.
الفشل التاسع
تعاقدتم مع الشعب المغربي بتعميم التعليم الأولي لكل الأطفال ابتداء من سن الرابعة، لكن لا اثر لهذا الاجراء على أرض الواقع في غياب أي استراتيجية للإصلاح الحكومة للتعليم الأولي وربطه بالتعليم الابتدائي، ولم تتخذوا أي اجراء فعلي لدمج التعليم الاولي في الابتدائي، حكومتكم فشلت في هذا الملف، صفر حصيلة في هذا المجال.
الفشل العاشر
التزمتم بتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية من خلال احداث صندوق خاص بمليار درهم، والتزمتم بإحداث لجنة استشارية وطنية ولجان استشارية جهوية، لكن تم التراجع عن احداث الصندوق الخاص، وأصبح الحديث على خارطة طريق. للأسف لم يتجاوز تفعيل الطابق الرسمي للأمازيغية مستوى الخطاب، وحدها المبادرة الملكية بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية هي من أنقذت الموقف.