“الصيام”.. عبادة دينية صرفة أم طقس جماعي
قال الباحث في الفقه الإسلامي محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بـ”أبو حفص”، إن “الصيام لم يعد مجرد عبادة دينية وفقط، بل تحول إلى طقس جماعي”.
وعاد نقاش “الصيام” إلى الواجهة، عقب حدث توقيف عدد من المواطنات والمواطنين، بحر الأسبوع الجاري، بمقهى، في مدينة الدار البيضاء، بسبب الاشتباه في تورّطهم في “جريمة الأكل نهاراً”.
وفي وقت سابق، أبرز عبد الوهاب رفيقي، أن الإسلام لم يـُشرّع أي عقوبة للمفطر في رمضان، لافتا إلى أن “القانون الجنائي المغربي” أكثر تشدّداً من “الفقه الإسلامي التقليدي”.
واعتبر رفيقي، في تصريح لموقع “بديل”، أن رمضان لدى المغاربة “مرتبط بعدد من العادات والأعراف الدينية، مثل اجتماع الناس حول الفطور، وصلاة التراويح، والخروج بالليل ومتابعة المسلسلات”.
وتَحَول الصيام، حسب الباحث ذاته، من مجرد عبادة دينية، إلى طقس اجتماعي، وهو ما أعطاه ثقلاً كبيرا داخل المغرب، بخلاف دول أخرى؛ حيث يـُعتبر مجرد عبادة كسائر العبادات.
وأبرز رفيقي أن المغاربة يعتبرون شهر رمضان فرصة للتّخلص من الذنوب والخطايا، التي ارتكبت طيلة السنة، وبالتالي “لا يريدون لأحد أن يفسد عليهم الروحانية التي يعيشونها خلاله”.
وأشار رفيقي إلى أن ثقافة المغاربة “تزخر بعدد من المقولات التي تعتبر أن المفطر في رمضان ارتكب جريمة عظيمة، وأنه سيتلقى جزاءه الدنيوي، قبل حلول رمضان المقبل”.
جدير بالذكر، أن الفصل 222 من القانون الجنائي، يعاقب” كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان في مكان عمومي، دون عذر شرعي، بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة مالية من اثني عشر إلى 120 درهما”.
وفيما يبرّر البعض هذا النص القانوني بـ”ضرورة احترام مشاعر الصائمين”، فإن البعض الآخر، يرى أنه لا يتماشى وتعاليم الدين الإسلامي، على اعتبار أن “الصوم” فريضة على المسلم-المؤمن من الله عز وجل، ولا يجب على أي طرف أن يتدخل في العلاقة بين المؤمن وربه.
وفي سياق متصل، يطالب عدد من النشطاء الحقوقين، بإلغاء هذا الفصل القانوني، مشيرين إلى أنه يتعارض مع منظومة حقوق الإنسان، ويمس باختيارات الإنسان.