فرنسا..هل فقدت البوصلة!


ماذا سيربح صناع القرار في فرنسا من ازدراء الأديان، والإساءة لنبي العالمين المصطفى عليه الصلاة والسلام!

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    أظن أن ردة فعل بعض المندفعين في دائرة الحكم الفرنسي انحرفوا عن أفكار الثورة الفرنسية، فعوض البحث عن الأخوة الإنسانية، تراهم يهرولون لزرع الكراهية داخل المجتمع الفرنسي.

    مؤسف أن تمسي الانتخابات، مصدرا لحجب الحكمة، ومنبعا للتغطية على فشل سياسة الادماج، وواقعا يبرهن على أن البصيرة أصبحت عمياء! فقد البوصلة في عالم مختلف الثقافات اهانة لتاريخ الفلسفة التي أنجبت فلاسفة عصر الثورة الفرنسية!

    ولعل التمادي في ازدراء الأديان، واهانة الرموز المقدسة، للمسلمين لدليل على أزمة ثقافية عميقة تجتاح البعض ممن يدعي ان حرية التعبير لا قيود لها! فالمجمتع الفرنسي بطبيعته المتنوعة من حيث الأجناس والأعراق يحتاج للأخوة العدلية التي تبناها الفرنسيون ايبان الثورة، بعد كفاح مرير ضدا عن قمع مليء بخرافة الإيكليروس(رجال الدين) في تحالفهم مع قوى الخرافة، والظلم، في فترات تاريخية يعلمها الفرنسيون جيدا.

    كما أن ازدراء الدين الإسلامي والمساس بأقدس ما عند المسلمين، ومواصلة نشر الرسوم المسيئة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، يعد من صميم الاعتداء على السامية في جوهرها، ولا يمكن لأحد أن ينكر السلالات البشرية التي ينتمي إليها العرب والمتجدرة في أعماق تاريخ، يشهد على نسبهم “لسام” ابن نوح عله السلام”.

    وحتى وإن تمت معالجة الوضع وفق منظور حرية التعبير، فهل حرية التعبير هي السب والشتم والضحك على معتقدات الآخر! ألى تعد حرية التعبير المهينة للمقدسات حرية مشؤومة قادرة على زرع الفتن وتوسيع الأحقاد وخلخلة التواصل الإنساني والدفع بالمجموعات البشرية إلى الكراهية والحقد المفضي إلى دائرة إسمها انعدام الثقة ورفع منسوب النفور بين المعتقدات، والأديان والمجتمعات ككل!

    - إشهار -

    ولعل حكمة العقل تقتضي الوقوف عند الرزانة، وتغليب الإنسانية، عن الردود الشادة الآنية، والانتقامات الهوجاء، لأهداف سياسية وانتخابوية لا علاقة لها بديمومة الحوار بين مختلف الثقافات، التي تعد مجبرة على التعايش مع الخلاف والاختلاف!

    فالحروب مهما كانت فلن تحقق مبدأ الخضوع، والتاريخ يشهد على ذلك، كما أن جبروت الظلم والعنف مهما بلغت قساوته يبقى محصورا في شيء إسمه الجهل الأعمى.

    ولعل العالم يحتاج في هذه الفترة إلى البحث عن المشترك، لا التمعن والخوض في الاختلاف العميق، والجوهري، الذي يظل نسبيا مهما بلغت الأفكار المنظرة له. إذ أن طبيعة الإسلام التي لا تعبر عن سلوكيات الكثير من المسلمين، طبيعة مسالمة، تميل للسلم والحب واحترام الاختلاف، وهذا ما كان من صميم ما روي عن سيدنا المصطفى عليه والسلام، في تعامله مع أتباع الرسالات السماوية الأخرى، ولعل خطبته عليه السلام في “حجة الوداع” لديل على الروح المفعمة بالأخوة للفكر الإسلامي النظيف في كل شيء.

    لذا نتمنى من حكماء فرنسا الرجوع لجادة الصواب، لا الكبرياء المبهم، المفضي إلى مجهول يخالف القيم النبيلة للثورة الفرنسية.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد