قبل أن ترحل عنا يا سليمان!
زوجي حبيبي!
دعني أخبرك قبل كل شيء أنني هنا، في انتظارك، وكنت أرغب في ذلك وأنت حي، وشاعر، ذواق، لكن اليوم أنا أقول على أنني سأنتظر عودتك مهما كانت نتيجتها، وتابعاتها، وعواقبها.
لن أدور حول القصة، ولن أحكي لك عن أطرافها، فأنت أعلم مني بمآلك الذي أنت عليه الآن، وأقرب مني إلى الله، بل وتمد يدك إليه ليرحمك من طغيان من وضعوك فيه، بحيث لا أحد يعرف مصيرك ولا مصير هذي البلاد. أنا أصدقك، وأعرف على أنك بريء مما نُسب إليك، لأنني أعرف معدن الإنسان الذي يطوِّقك عن ارتكاب أي أذى من هذا النوع، أصدقك لأن جزءً من الحقيقة لدي، ومهما كتبوا عنك من سوء لن يزعزعوا شعرة في، وهذا هو الإيمان، أنا مؤمنة بك، وأخترت أن أعيش معك، لأنك “رجل” ثم لأنك “رجل صادق” لا يرتاب في التعبير عن رأيه، كما عن حبه.
يا سليمان!
هل تذكر عندما كنا نمشي في جنبات الأرصفة ليلا، وكنت أقول لك أنهم سيقتلونك، وكنت آنذاك تجيب بنِيَّة وعفوية الوطني الشغوف: نحن لسنا في مصر، حتى يقتلونني…!، لقد آمنتَ بأن أشياء كثيرة تغيرت يا سليمان، آمنتَ بأنه لم يبق الكثير حتى يصبح البلد رحما للأحرار، وهاهو الآن قد تحول لمقبرة لهم.
أصدقك يا سليمان، أصدقك، أصدق صدقك وأعرفه عندما الضباع ينهشون لحمك وأنت تموت، وآخرون خائفون، وآخرون منزوون، وبقية لا عزاء لهم.
أصدق يا سليمان أن من كانوا سببا في محنتنا هاته، قتلة محترفون.
أصدقك يا سليمان وأنا عند وعدي، لن أتركك وحيدا تواجه هذا الظلم الكبير، وفي كل شهقة أطلب من الله وأناجيه ألا تتألم وأنت تغادرنا.
أنا وهاشم سننتظرك دائما.
إلى اللقاء.