ضرورة الهدوء والتريث في قراءة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
ما يجري في الساحات المقاومة دائما يقتضي الحكمة والتمعن قبل إصدار الأحكام. ومن الواضح أن حركة حماس، التي تقف في مقدمة صفوف المقاومة، قدمت قراءة متأنية وحكيمة لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان تراعي فيه المصلحة العليا للأمة وقضية المقاومة.
وإذا كانت حماس، وهي الأدرى بالمعطيات والأقرب إلى الحدث، قد قدمت موقفا واضحا ومتزنا، فمن باب أولى على محبيها وداعمي المقاومة أن يتجنبوا التسرع في تقديم قراءات مندفعة حدية منفعلة قد تضر أكثر مما تنفع.
إن كنا نحب حماس ونؤمن بخيار المقاومة، فلا أقل من ألا نقول ما لم تقله هي إن لم نستطع الالتزام بالموقف الرسمي الذي يصدر عنها.
فليس من الحكمة أن نصبح أداة لتشويش المواقف أو خلط الأوراق، خصوصا في لحظات تحتاج إلى وحدة الصف وتماسك الخطاب.
إن الحكمة تقتضي الهدوء والتريث، وترك مساحة لفهم أبعاد الاتفاق وتبعاته. فالقضايا الكبرى تحتاج إلى بصيرة ورؤية بعيدة المدى، وليس إلى أحكام متسرعة قد تسيء من حيث أرادت أن تحسن.