عناق النخيل وشموخ الأطلس.. زيارة ملكية تعزز أواصر التعاون الثقافي والسياسي بين المغرب والإمارات
في قلب الشرق تتلاقى ألوان الرمال الذهبية مع زرقة السماء اللامتناهية وفي وسط هذا العناق بين الأرض والسماء يتراءى مشهد أكثر تألقًا يجسد عمق الروابط الأخوية بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة زيارة جلالة الملك محمد السادس الأخيرة إلى الإمارات تمثل محطة بارزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين حيث تتلاقى الآمال والطموحات من أجل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي
العلاقات بين المغرب والإمارات ليست مجرد علاقات دبلوماسية كما هو الحال في العديد من البلدان بل هي علاقة تنبثق من جذور عميقة تم زرعها منذ عقود حيث نشأت على أساس من الاحترام المتبادل والاعتراف بالقدرات المميزة لكل من البلدين في مجالات متعددة ففي الوقت الذي تشهد فيه الإمارات تحولات كبيرة على مستوى الاقتصاد والسياسة والثقافة يظل المغرب أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين في المنطقة العربية
تعد زيارة الملك محمد السادس بمثابة عودة جديدة للتأكيد على القيم الإنسانية التي تجمع بين الشعبين حيث تجاوزت العلاقة بين البلدين الفضاءات الاقتصادية والسياسية إلى آفاق أرحب تشمل الثقافة والفن والتعليم ليس من باب المصادفة أن يشهد اللقاء تجديدًا لروح التعاون الثقافي الذي يفتح الباب أمام التعاون في مجالات الفنون التشكيلية والموسيقى والأدب
شهدت السنوات الأخيرة تعاونًا ثقافيًا وفنيًا متزايدًا بين الإمارات والمغرب حيث تم التبادل بين الفعاليات الفنية من مهرجانات ومعارض وندوات ثقافية ويعد هذا النوع من التعاون سمة مميزة للمرحلة الجديدة التي يمر بها البلدان حيث أصبح الفن والثقافة ركيزة أساسية في تطوير العلاقات بين الشعوب في الوقت الذي تبرز فيه الإمارات كمركز عالمي للفنون والابتكار فإن المغرب بتاريخها العريق وثقافتها المتنوعة يسهم بشكل فعال في إثراء هذا التبادل
تستهدف هذه الزيارة الملكية تقوية أواصر التعاون في مجالات أخرى مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والابتكار وهي مجالات تشهد تطورًا سريعًا في الإمارات فكل زيارة ملكية تحمل في طياتها فرصة جديدة لتبادل الخبرات والرؤى التي تعود بالفائدة على البلدين والشعوب العربية بشكل عام لقد أظهرت الإمارات دائمًا التزامها بدعم المشاريع الكبرى التي تعود بالنفع على المنطقة العربية سواء على مستوى التعليم أو المجالات الاقتصادية والاجتماعية
وفيما تتجدد هذه العلاقات يتأكد لنا أن التعاون العربي يشهد فجرًا جديدًا من التعاون المشترك الذي يحقق المصلحة المشتركة ويخدم شعوب المنطقة في جميع الميادين وهو ما يفتح آفاقًا غير محدودة للتعاون بين الدول العربية من أجل تحقيق التنمية المستدامة
المغرب والإمارات ليسا فقط دولتين شقيقتين بل هما بمثابة معلمين كبيرين في كيفية تحقيق التنمية المستدامة من خلال التعاون الثنائي والتبادل الثقافي فنحن هنا أمام نموذج عربي يحتذى به في مجال التعاون والتضامن العربي الذي يتجاوز الحدود لتصبح العلاقات بين الشعوب أكثر قوة وصلابة
في ختام هذا المقال نقف أمام هذه الزيارة الملكية التي ستكون بلا شك بداية لمرحلة جديدة تفتح فيها أبواب جديدة للتعاون بين البلدين فنحن بحاجة إلى المزيد من مثل هذه الزيارات التي تعزز من التعاون العربي وتعيد الروح الحقيقية للأمة العربية التي طالما حلمنا بها
القصيدة الختامية
شموخ الأطلس يعانق السماء
ونخيل الإمارات في الحب غناء
منذ الأزل والمغرب صخرة شماء
في العلياء دون انكسار أو شقاء
محمد السادس قائدٌ عظيم
فيه التطلّع نحو كل ما هو كريم
زايد الخير في الذاكرة مقيم
وتاريخ يروي من الزمان القديم
يا ملك المغرب لك الشرف والمقام
في قلب الإمارات مكانك مُقام
ترتقي العلاقات وتبهر العالم
تجمع بيننا الحب والشغف والسلام
في هذه الزيارة التي تعطر الأيام
تستمر الأواصر فى حب ووئام
الأطلس في السماء وعناق الإعلام
وحب الشعوب ينادي إلى الأمام
أدام الله عزك يا أمير المؤمنين
وجعل عملك في كتاب الصالحين
دمت لنا سندًا في جميع الميادين
كما تبقى الإمارات محجًا للعالمين
بقلم السيناريست والشاعر ؛ سعيد ودغيري حسني.