في رثاء الطبقة الوسطى… الفاتحة !

خليكم معنا، فالقصة أكبر من مجرد أرقام… هادي قصة ناس، أحلام، آمال وانكسارات.
أهلاً بكم في برنامج لا يُجامل، لا يُجمّل القبح، ولا يُخفي ما لا يُقال على الشاشات الرسمية. هنا نضع النقاط على الحروف… أو نحذف الحروف كلها إن لزم الأمر!
حلقتنا اليوم مرثية للطبقة الوسطى في المغرب، تلك الفئة التي لطالما وُصفت بأنها عماد الاستقرار، ومحرك النمو، والتربة التي تنمو فيها الديمقراطية، والعقلانية، والانفتاح، والاعتدال، وحتى الابتكار… لكن يبدو أن هذا “المشتل” قد جفّت تربته.
شنو كنقصدو بالطبقة الوسطى؟
الطبقة الوسطى وُلدت مع الحداثة الغربية في القرنين 19 و20، وخرجت من رحم الثورات العلمية، السياسية، والصناعية الكبرى. تعزز وجودها بتطور الديمقراطية، اللي كانت كتسعى تحقق توازن – ولو نسبي – بين من يملك ومن لا يملك.
المجتمعات الأوروبية خرجت من دوغمائية الكنيسة اللي كانت تقول: “الفقر طريق إلى الله”، باش يبقى الناس في شقاء دائم. لكن مع صعود الحركات الاشتراكية والنقابية، تشكّلت طبقة جديدة: الطبقة الوسطى.
هي الفئة اللي كتوجد في منطقة وسطى بين الأغنياء والفقراء.
شنو كيقولو الأرقام؟
البنك الدولي يقول إن أي شخص دخله اليومي بين 13 و100 دولار يمكن اعتباره من الطبقة الوسطى – طبعًا مع مراعاة السياق الاقتصادي لكل بلد.
أما عندنا، فالمندوبية السامية للتخطيط تعطي أرقام وردية:
* 19.3 مليون مغربي يسكنون “عمارة” الطبقة الوسطى
* 12 مليون فقير أو شبه فقير محبوسين في “عمارة العوز”
* 4.5 مليون ميسور أو ميسور نسبيًا، عايشين في الشقق الفسيحة، الفيلات، والضيعات
لكن دراسات أخرى أكثر جدية، من بينها دراسة للباحثين محمود عربوش وأوري دادوش، حدّدت نسبة الطبقة الوسطى في المغرب في حدود 38% فقط، اعتمادًا على معايير أكثر دقة، مثل:
امتلاك سيارة، سكن لائق، إمكانية السفر…
بناءً على هاد المعايير:
* 13.6 مليون مغربي ينتمون فعلاً للطبقة الوسطى
* أكثر من 20 مليون يعيشون تحت عتبة الفقر
* وما بين 3.5 و4 مليون فقط هم من يُعتبرون ميسورين أو أغنياء
مقارنة بسيطة:
* في فرنسا، الطبقة الوسطى العليا والميسورة تشكل حوالي 92%
* في أمريكا:
55% أغنياء
* 43% طبقة وسطى
•فقط 2% فقراء
واش نتا من الطبقة الوسطى؟
إليك بعض المعايير اللي كيعتامدو عليها كبار الاقتصاديين عالمياً (طبعًا تختلف من كازا للرباط، ومن البادية للمدينة):
1. استقرار وظيفي في القطاع العام أو الخاص، مع أجر يتماشى مع التضخم وغلاء الأسعار
2. القدرة على استهلاك غير ضروري: السفر، الترفيه، اللباس، سيارة، الخروج من دائرة “البقاء على قيد الحياة” فقط
3. إمكانية الادخار، حتى ولو بمبالغ بسيطة (تحسبًا للطوارئ أو للاستثمار)
4. مستوى تعليمي متوسط أو جيد
5. دخل أسري يتراوح بين 11 ألف و25 ألف درهم شهريًا (طبعًا الطبقة الوسطى فيها مستويات)
إذا هاد الشروط ماعندكيش نوض تشلل …؟
راك من الأغلبية الساحقة من الفقراء. وبلا ما تكمل مشاهدة هذا البرنامج… (أنا كنتضحك، فقط)
- إشهار -