من أجل إعادة الهيبة للمدرسة المغربية… آن الأوان لتفعيل “مسار السلوك والانضباط”


في زمنٍ أصبحت فيه كرامة الأستاذ تُداس داخل الفصل، وأضحى بعض التلاميذ يستهزئون بمكانة المدرسة ورمزيتها، لم تعد المؤسسات التعليمية كما عهدناها فضاءً للتربية قبل التعليم، بل تحوّلت في بعض الحالات إلى ساحات مفتوحة للفوضى، في غياب منظومة فعّالة للزجر التربوي والانضباط الأخلاقي.

ولأنّ المدرسة لا تخرّج فقط حاملي الشهادات، بل تبني المواطن، فإنّ ترسيخ ثقافة السلوك والانضباط بات ضرورة لا تحتمل التأجيل.

ولذلك، نقترح ما يلي:

توسيع نظام “مسار” ليشمل ملفًا سلوكيًا خاصًا بكل تلميذ، يُوثَّق فيه كل سلوكٍ منحرف أو حالة إخلال بالنظام داخل المؤسسة، بدءًا من الغياب غير المبرَّر، إلى الاعتداء أو الإساءة للأطر التربوية أو الزملاء.

ربط هذا الملف السلوكي بمسار التلميذ المستقبلي، بحيث لا يقتصر على سنوات التمدرس فقط، بل يُطلب ضمن الوثائق الرسمية المصاحبة لاجتياز الامتحانات والمباريات بعد الباكالوريا، سواء تعلّق الأمر بالتعليم العالي أو بالتكوين المهني أو بمباريات التشغيل العمومي.

- إشهار -

اعتماد “ورقة تقييم السلوك والانضباط”، تُحرَّر من طرف الإدارة التربوية وتُدمَج ضمن ملف الترشح لأي مباراة رسمية، تمامًا كما يُطلب بيان النقط أو شهادة النجاح.

إنّ هذا الإجراء من شأنه أن:
• يُحمّل التلميذ مسؤولية سلوكه منذ مراحل التعليم الأولى.
• يُعيد للمدرسة هيبتها، وللأستاذ احترامه، وللمجتمع توازنه.
• ويبعث برسالة واضحة: أن الأخلاق والانضباط ليست مجرّد شعارات، بل جزء من مستقبل الفرد ومساره.

فكما تُقيَّم الكفاءة العلمية، يجب أن تُقيَّم الكفاءة الأخلاقية، لأنّ المجتمعات لا تنهض بالعلم وحده، بل بالأخلاق التي تُوجّهه وتُقوّمه.

أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد