العلام: الحصان الرابح عند العدالة والتنمية هو الخطاب “الهوياتي”


أكد عبد الرحيم العلاّم، أستاذ العلوم السيّاسية، على أن حزب العدالة والتنمية تراجع، الآن، عن توظيف الخطاب “الهوياتي”، لكن، وحسب العلام، كلّما شعر الحزب بأنه حُشر في الزاوية، أو بدأ يشعر أنه في تراجعٍ انتخابي أو شعبي، فهو يلجأ إلى الإفراط في هذا الخطاب.

وفسّر العلام ذلك، خلال مشاركته في ندوة تفاعلية نظّمتها الجريدة الإلكترونية “لكم”، يوم أمس، بـكونِ حزب العدالة والتنمية لا يملك الوسائل الأخرى المؤثرة التي تملكها باقي الأحزاب؛ كـ”توزيع الأموال” أو “اللّجوء إلى أيديولوجيات معينة”.

وأبرز المحلّل السياسي أن “الحصان الرابح” الذي يملكه حزب العدالة والتنمية  هو “الخطاب الهوياتي”، مشيرا إلى أن ذلك ليس مدعاة للتّجريم؛ إذ أن من حق أي حزب أن يعود إلى هويته، أو حتى إلى الإفراط فيها.

وفي هذا الإطار، أوضح المحلل أن وظيفة الآخرون المعارضون هي انتقاد ذلك “الرجوع”، والأمر عادي جدا، لأنه يُحدث التوازن.

وفيما لفت الباحث في علم السياسة إلى أن المجتمعات تحتاج إلى التوازن السيّاسي، وذكر أنه في أمريكا، مثلا، سمح الأباء المؤسسون للاتحاد الأمريكي بدخول اللوبيات، كلوبي البندقية ولوبي السجائر، مع لوبي الخمر، لإحداث التوازنات، فقد قال إن المشكل ليس في هوية العدالة والتنمية، بل إن المشكل في أن الأحزاب السيّاسية الأخرى أصبحت هويتها باهتة، وهو الاتجاه الذي يسير فيه حزب العدالة والتنمية.

الأخلاق والسياسة

وخلال الندوة المذكورة، والمعنونة بـ”العدالة والتنمية.. هل انتصر منطق البراغماتية على الهوية؟”، أكد عبد الرحيم العلام، أن العمل السيّاسي هو في حد ذاته عمل براغماتي، مشيرا إلى أن من يرفض ذلك، لا يفهم قواعد اللّعبة السياسية أو أنه ينكر شيئا طبيعيا في السياسة.

- إشهار -

وقال  العلام إن كل حزب سيّاسي ينبغي أن يكون له نفسا براغماتيا أو أنه لا يفهم في السياسة، مضيفا أن الأخلاق في الحياة الخاصة هي مختلفة في الحياة العامة.

يُذكر في هذا السيّاق، أن بسيمة الحقاوي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ووزيرة سابقة، قالت في الندوة ذاتها، إن حزب العدالة والتنمية ليس حزبا براغماتيا، وأنه ولا يتبنى البراغماتية كمنهج فلسفي أو أيديولوجي.

وأشارت بسيمة الحقاوي أن هوية حزب العدالة والتنمية تتماهى مع هوية الدولة المنصوص عليها في الدستور؛ أي الهوية الإسلامية.

ولفت العلام الانتباه إلى أن الأخلاق في الحياة الخاصة ترفض “الكذب”، وممنوع على الأفراد أن يكذبوا على بعضهم البعض، لكن، في الحياة السّياسية يُمكن أن يكون أحد الحلول.

وأوضح أن الحكومة، مثلا، لا تستطيع أن تقول في حالة ما لم تستطع أداء واجبتها المالية، أنها لا تملك الميزانية؛ لأنها إذا قالت ذلك، فهــو إعلان للتوجه الجماعي نحو الهاوية، ومن هنا، يشير المحلل، إلى أن السيّاسي لا بد من أن يخفي بعض الأمور، ويترك بعضها بين السطور.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد