إدامين: تعقيب “ثافرا” على الـCNDH مهم في مجال حقوق الإنسان
اعتبر عزيز إدامين، باحث في مجال حقوق الإنسان، أن تعقيب جمعية “ثافرا” على تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان، امتدادا آخرا لحراك الريف؛ إذ بالإضافة إلى أنه انتاج للمعرفة، فهــو يُكرس لثقافة جديدة في مجال حقوق الإنسان هــي ثقافة التوثيق والمجادلة والانتقاد.
وأكد إدامين، في مداخلة، يوم أمس، أثناء مشاركته في ندوة رقمية، نظمتها جمعية “ثافرا”، أن انتاج تقريرا مُضادا للتقارير الرسمية، من طرف مؤسسة من داخل الحراك، مهم جدا في الثقافة الحقوقية.
وتعليقا على تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان الصادر السنة الماضية، قال النّاشط الحقوقي إنه حاول جر النّقاش إلى “جدلٍ”، وبالتالي الدخول في “دوامة” يصعب الخروج منها، موضحا ذلك بخوض الـCNDH في تسمية “الحراك” وفي نطاقه.
وأبرز إدامين، خلال الندوة المُعنونة بـ”تعقيب على تقرير المجلس.. حول حراك الريف: السيّاق والقراءات الممكنة”، أن المفترض في المجلس الوطني لحقوق الإنسان، باعتباره مؤسسة حقوقية، هو أن يقول هل التظاهرات سلمية أم غير سلمية، هل المطالب مشروعة أم غير مشروعة، وانتهى الكلام.
وأشار الباحث في المداخلة ذاتها، إلى أن “المجلس”، حاول أن يُناور، ويُلغي أثر التقرير الطبي الذي أشرف عليه المجلس، في وقت سابق، والذي عُرف إعلاميا بـ”التقرير المسرب حول تعذيب المعتقلين”.
وانتقد إدامين الخلط، الذي قال إن المجلس وقع فيه، بالجمع بين المظاهرات في الشارع، وبين المحاكمات، وبين الأخبار التي يتم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن المجلس كان يجب عليه أن يقوم بصياغة تقرير عن كل موضوع من هذه المواضيع، لأن المناهج تختلف.
ولفت الانتباه إلى أن المجلس يستخدم في كثير من الأحيان عبارة “الأعراف الدولية في مجال حقوق الإنسان”، مع العلم أن المنظومة الحقوقية الدولية، مكتوبة في جلها، وليست مجرّد أعراف، مبرزا أن الهدف من ذلك هي الانفلات من النصوص القانونية وعدم التقيّد بها.
وفي هذا الإطار، انتقد إدامين ثقافة بعض المسؤولين المغاربة، الذين يتركون القانون جانبا، ويُحاولون الابتعاد عن ممارسة اختصاصاتهم، والاجتهاد خارج القانون، لتقديم خدمات غير مطلوبة منهم.