“مجاهدات مغربيات”.. طواهن الإهمال في جملة ما طوى


بالعودة إلى ذاكرتنا الجماعية، وفيما يتعلّق بمقاومة الاستعمار الأجنبي خلال القرن الماضي، نجد عدداً من المجاهدين الذين خلّدهم التاريخ كرموزٍ للمقاومة؛ إذ أشير لبعضهم في المقرّرات الدراسية الخاصة بالتاريخ، وتُردّد أسماؤهم في النّقاشات العامة وفي مختلف وسائل الإعلام، لكن، أليس هناك مجاهدات مغربيات قاومن إلى جانب إخوانهن ضد المستعمر؟

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    قبل الإجابة على السؤال، لا بد من الإشارة إلى أن مناسبة طرحه، هي اليوم الأممي للمرأة، والذي انبثق من حراك قادته النساء، قبل قرن من الزمن، ويهدف في عمقه إلى التأكيد على المساواة التامة بين الجنسين في مختلف مجالات الحياة.

    جذور اليوم

    في سنة 1908 خرجت آلاف النساء في حراك بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، قصد المطالبة، بالإضافة إلى تقليل ساعات العمل وتحسين الأجور، بـ”تمكينهن من حق سياسي”، يتمثّل في التصويت في الانتخابات. وفي سنة 1909 طالب الحزب الاشتراكي الأمريكي باعتماده يوما وطنيا للمرأة.

    وبعده بسنة، أي في سنة 1910، اقترحت الناشطة اليسارية الألمانية “كلارا زيتكن”، أثناء مشاركتها في مؤتمر دولي للمرأة العاملة بمدينة “غوبنهاكن الدنماركية”، جعله يوماً عالميا، وتمت الموافقة على المقترح، من طرف كل المشاركات، وعددهن 100 من 17 دولة، وخلّد اليوم سنة 1911 في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا.

    الترسيم الأممي

    وعلى الرغم من أن اليوم بدأ يُخلّد منذ 1911، إلا أنه لم يُرسّم أمميا إلا في سنة 1975، وخلّدته منظمة الأمم المتحدة سنة 1976 بأول موضوع، هو: “الاحتفاء بالماضي، والتخطيط للمستقبل”.

    وبعد ذلك أصبح اليوم العالمي للمرأة موعدا للاحتفال بإنجازات المرأة في المجتمع، على الرغم من أن جذوره تعود إلى فكرة الإضرابات والاحتجاجات المنظمة لنشر الوعي بشأن المساواة بين الرجال والنساء.

    - إشهار -

    الوفاء لجذوره

    ولأجل الوفاء لخطه، وبعيدا عن التعبيرات، التي تُحاول تكريس هذا اليوم، يوماً احتفالياً ملخصاً في ترديد الكلمات المنمّقة، وفي  توزيع الورود والهدايا، ارتأينا الإشارة، هنا، إلى نساء من تاريخ المغرب، يبدو أن “الإهمال” قد طالهن.

    ومن ضمنهن ثلاث مجاهدات مغربيات، أورد الكاتب محمد الوديع الأسفي، صورهن في كتاب عنونه بـ”منطقة أيت باعمران: ملحمة البطولة”، ويتعلق الأمر بـ”خديجة الغريب من أيت يخلف”، و”زيدي العزاوية من أيت نص”، و”عائشة اسماعيل الخلفاوية من أيت يخلف”.

    وقال الأسفي إنهن “كنّ دائما ضمن الطلائع الأولية يبذلن التضحيات ويُقدمن الخدمات مع العديد من اخواتهن المناضلات اللاتي طواهن الإهمال في جملة ما طوى”.

    وكانت تلك المرحلة (بداية الثلاثينيات) التي شهدت نشاط هاته النساء، في لجان المقاومة، هي، وبحسب الأسفي، المنطلق لتأسيس جيش التحرير في الجنوب والذي صنع المعجزات عبر الملاحم والمعارك الخالدة.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد