صحفيون يتضامنون مع حميد المهدوي

انخرط عدد كبير من النشطاء الحقوقيين والسياسيين والصحفيين في حملة تضامن واسعة مع الصحفي، مدير نشر موقع “بديل”، حميد المهدوي، بسبب الهجمة التي يتعرض لها، سواء عبر استعمال القضاء أو من خلال استعمال أساليب أخرى.
ويُستهدف المهدوي، الذي سبق أن قضى ثلاث سنوات خلف القطبان على خلفية قضية الدبابة الشهيرة، بسبب قدرته على الوصول إلى جمهور واسع باستعمال لغة مفهومة، حيث استطاع في ظرف وجيز ان يخلق قاعدة متابعين تجاوزت المليون.
وقبل أيام خرج رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤن الصحافة والنشر، يونس مجاهد، عبر مقال، رفض من طرف الكثيرين، ليواصل حملة الاستهداف والهجوم الغير المبرر والغير المفهوم.
ويرى الصحفي وصاحب “بودكاست” كلام في السياسة، توفيق بوعشرين، أن الوضع الذي يعيشه القطاع مؤسف، بعد ان رحلت الصحافة التي كنا نحلم بها “لأنها لم تعد تجد ما يكفي من أوكسجين الحرية لتتنفس”.
وأكد بوعشرين، ضمن مقال نشره على صفحته الخاصة، “اليوم، لا صوت يعلو فوق صوت آلة التشهير وصناعة القتل الرمزي لكل صاحب رأي أو فكرة أو مشروع لا ترضى عنه السلطة. لم تعد هناك في هذه البلاد صحافة ولا إعلام، ولا هم يحزنون”.
من جهته اعتبر الصحفي عمر الراضي أن ما يتعرض له المهدوي “جنون وغطرسة وصلت إلى درجة لا تطاق، معتبرا أن “التطبيع مع هذه المضايقات هو قبول أن تحاكِم القذارة الشرفَ، وأن يحاكم العفن النظافة”.
- إشهار -
وشدد الصحفي حسن المولوع، ضمن تدوينة على صفحته الخاصة بخصوص عدم تجديد بطاقة الصحافة لحميد المهدوي، على ان “الامتناع عن تجديد البطاقة المهنية له يشكل دليلا واضحا على وجود شطط في استعمال السلطة واستغلال النفوذ من طرف بعض العناصر، في مخالفة صريحة لما ينص عليه النظام الأساسي للصحافيين المهنيين، ومحاولة لتجريده من حقه المكتسب”.
وتضامنت الصحفية هاجر الريسوني مع المهدوي، معتبرة ان “الحملة التشهيرية التي تخاض ضده منذ فترة طويلة زادت حدتها”، موضحة أن ما يتعرض له المهدوي هو”ضريبة العمل الصحافي المستقل في المغرب”.
وترى الصحفية بموقع “صوت المغرب” حنان باكور أن ما أسمته بـ”التكالب” على حميد المهدوي يأتي “ببساطة.. لأننا قوم بالت بينهم الثعالب..لم نعد جسما، بل مجسما متصدعا حولته آلة التجريف والتخويف إلى ‘مومياء’ محنطة لم تعد لها لا ملامح ولا تعابير وجه من شدة الصمت”.
وامتدت حملة التضامن بشكل كبير وتحولت من تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقالات صحفية، عبّر من خلالها الكثيرون عن رفضهم لاستهداف حرية التعبير وتنديدهم بمصادرة حق الصحفي في اختيار المواضيع التي يكتب عنها وزاوية المعالجة التي سيشتغل عليها.
ويعتقد الكثيرون ان اسقاط المهدوي اليوم سيجعل طريق الراغبين في التحكم في قطاع الصحافة مُعبدة، وسيمنح ورثة البصري واوفقير القدرة على البطش، دون حساب، بكل من سولت له نفسه التغريد خارج سرب “العام زين”.