“التنظيمات المهنية”.. صدقي سعيد يرد على مقال يونس مجاهد

ردا على مقال ليونس مجاهد:استشهاد بعلمين سوسيولجيين في غير محله لاضفاء الشرعية على ما ينوي القيام به.
اقول له إن التنظيمات المهنية التي تحدث عنها إميل دوركايم غالبًا ما كانت متجانسة من حيث الأهداف والقيم، مما يسهل تعزيز التضامن والالتزام بالمعايير المشتركة بين أعضائها. في المقابل، تتميز مهنة الصحافة في المغرب بتنوع أيديولوجي واضح، حيث تتواجد توجهات ومواقف سياسية وفكرية مختلفة بين الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. هذا التنوع يمكن أن يؤثر على توحيد المعايير المهنية والأخلاقية، مما يجعل الاستدلال بنظريات دوركايم حول التنظيمات المهنية المتجانسة أقل ملاءمة في هذا السياق.
وفقًا لدراسة حول الصحافة المغربية، يتألف المشهد الإعلامي من مقاربات سوسيولوجية متعددة، تشمل هوية الصحفيين، وبيئة عملهم، والقيم المهنية والشخصية التي يتبنونها، مما يعكس التنوع الأيديولوجي الموجود في هذا المجال. هذا التنوع الأيديولوجي يمكن أن يؤدي إلى تحديات في تحديد معايير أخلاقية ومهنية موحدة، وقد يؤثر على التضامن المهني بين الصحفيين. لذلك، قد يكون من الضروري تبني مقاربات تنظيمية تأخذ بعين الاعتبار هذا التنوع وتعمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف التوجهات لضمان الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية المشتركة.
- إشهار -
من ناحية أخرى، توظيفك لبيير بورديو يخدم بشكل كبير المهداوي. بورديو ينتمي إلى المدرسة السوسيولوجية الحديثة، وركز في أعماله على مفاهيم مثل “إعادة الإنتاج الاجتماعي” و”رأس المال الثقافي”، محللاً كيفية تأثير البُنى الاجتماعية على سلوك الأفراد وخياراتهم. في المقال، اشرت إلى بورديو لتسليط الضوء على تأثير الظروف الاجتماعية والاقتصادية على الممارسات الأخلاقية للأفراد. هذا جميل جدا، فأنت تشدد على ضرورة توفير بيئة ملائمة لتعزيز السلوكيات الأخلاقية، وهو ما يتوافق مع تحليلات بورديو حول العلاقة بين البنية الاجتماعية وسلوك الأفراد. لعل تبني هذه المقاربة يبرر بشكل مباشر الفعل السليم للمعني بالامر ، بمعنى ان ما اقدم عليه المهداوي وما اعتبرته مسا بأخلاق المهنة يجد تبريره في كونه وليد بنية اقتصادية واجتماعية مشلولتين، بمعنى أن ما أقدم عليه المهداوي ليس وليد الذات، بل وليد المحيط والمجتمع والتكوين السوسيوبنيوي للدولة. وان البنية الاقتصادية والاجتماعية تمارس اكراها على الأفراد