حصاد 2024.. تعديل وزاري وحراك اقتصادي وغزة


مر المغرب خلال العام الذي نودعه بتعديل حكومي ومبادرات اقتصادية وإقليمية وفتح النقاش بشأن قوانين الأسرة والإضراب والتقاعد وتصدر فيه المشهد الحقوقي التضامن الواسع مع فلسطين…

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    شهد المغرب تطورات سياسية واقتصادية ميّزت العام 2024، منها ما يثير الجدل مثل نقاش قوانين الأسرة والإضراب والتقاعد، ومنها الاستراتيجي على غرار إطلاق مشاريع الطاقة المتجددة وتصنيع أول سيارة هجينة تعمل بالوقود والكهرباء.

    سياسيا، أقدم المغرب على تعديل وزاري موسع زاد خلاله عدد أعضاء الحكومة من 24 إلى 30 وزيرا، بالإضافة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش.

    وبين الأحداث البارزة خلال العام، كانت “الهجرة الجماعية” في شتنبر، حينما حاول مئات الشباب اقتحام المعبر الحدودي لمدينة سبتة بغرض العبور إلى الجانب الأوروبي.

    اقتصاديا، أعلنت الحكومة تلقيها 40 طلب استثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر، وبدء أعمال تشييد محطة لتحلية مياه البحر غرب البلاد، ستكون “الأكبر” من نوعها في القارة الإفريقية، بعد توالي سنوات الجفاف.

    وفي مواجهة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي منذ أكثر من 14 شهرا، تصدّر التضامن مع قطاع غزة المشهدين الحقوقي والاحتجاجي في المغرب.

    استثمارات الطاقة

    استمر المغرب عام 2024 في إطلاق مبادرات اقتصادية، خاصة في الطاقة المتجددة والهيدروجين، بالإضافة إلى استمراره في تقوية قطاع صناعة السيارات والطيران، وإطلاق صناعة السفن والقطارات والتوسع بصناعة الدفاع.

    وفي غضت أعلنت الحكومة تلقيها 40 طلب استثمار بقطاع الهيدروجين الأخضر، بعدما أعلنت مبادرة “عرض المغرب” في مارس المعنية بمجال الهيدروجين الأخضر، وتهدف لاستقطاب مستثمرين بمجال الطاقة النظيفة وتشجيع المشاريع بهذا القطاع.

    والهيدروجين الأخضر، وقود ناتج عن عملية كيميائية يستخدم فيها تيار كهربائي من مصادر متجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، وبالتالي تنتج طاقة دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي المسبب للاحتباس الحراري.

    وتحث المملكة الخطى لتأمين احتياجاتها من الطاقة التي تستورد 96 بالمئة منها، في ظل تقلبات الأسعار على المستوى الدولي.

    مبادرات إقليمية

    وبخصوص المشاريع الإقليمية، واصلت الرباط طوال 2024 الترويج لمشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي (يربط المغرب ونيجيريا)، والمشروع الأطلسي (يسمح لدول الساحل الإفريقي الاستفادة من المحيط الأطلسي).

    وسيمتد أنبوب الغاز على طول يناهز 5660 كلم، بحيث يُشيّد على عدة مراحل ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها وأوروبا.

    مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، أطلق خلال زيارة الملك محمد السادس إلى نيجيريا في دجنبر 2016.

    ومن المقرر أن يمر الأنبوب بكل من بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون، بالإضافة إلى غينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.

    ومايو الماضي، قالت وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي إن الموازنة المتوقعة لمشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي تفوق 25 مليار دولار.

    جفاف وسيول

    بعد توالي سنوات من الجفاف، ضربت جنوب شرق المغرب في سبتمبر أمطار قوية فاقت 150 ملم، أسفرت عن فيضانات وسيول، خلفت 18 قتيلا إضافة إلى خسائر مادية كبيرة.

    وهطلت هذه الأمطار في مناطق لا تشهد تساقطات إلا نادرا طيلة السنة، خاصة الجنوب الشرقي، حيث إن نسبتها في يومين مثّلت نصف مقدار الأمطار في سنة.

    ولمواجهة موجات الجفاف، أعلن المغرب في يونيو بدء أعمال تشييد محطة لتحلية مياه البحر غربي المملكة، قال إنها ستكون “الأكبر” من نوعها في القارة الإفريقية، بطاقة إنتاج سنوية 300 مليون متر مكعب من المياه المحلاة.

    مشاريع كبرى

    وأطلق المغرب مشاريع كبرى تحضيرا لكأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025، مثل تمديد القطار فائق السرعة إلى مراكش، بعدما كان يربط ما بين طنجة والدار البيضاء، ومشاريع أخرى في المجال السياحي والطرق.

    كما أعلن المغرب في يوليوز عن تصنيع أول سيارة هجينة تجمع بين الوقود والكهرباء.

    وبعد تجربته ونجاحه الكبير في تصنيع السيارات والطائرات خلال الأعوام الماضية، سعى المغرب إلى التأسيس لصناعة عسكرية ضمن رغبته في التحول إلى قوة إقليمية، ليستجيب من خلال هذه الصناعة للطلب المحلي ويصّدر للأسواق الخارجية.

    وأعلن المغرب في يونيو عزمه إنشاء منطقتين صناعيتين في مجال الدفاع للاهتمام بمعدات وآليات الأمن وأنظمة الأسلحة، وذلك عقب مصادقة المجلس الوزاري على 4 مشاريع تتعلق بالمجال العسكري.

    تعديل حكومي

    خلال أكتوبر شهد المغرب تعديلا وزاريا موسعا، رفع عدد وزراء الحكومة من 24 إلى 30 وزيرا، إضافة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

    - إشهار -

    وشمل التعديل دخول 14 وزيرا جديدا، وخروج 8 وزراء، وحفاظ 16 وزيرا على مناصبهم، بينهم وزراء التكنوقراط الـستة، وهو التعديل الأول على حكومة أخنوش منذ تكليفه بالمنصب في 7 أكتوبر 2021.

    ملف الأسرة

    ومنذ بدايات العام، فتحت الحكومة ملفات “شائكة”، مثل إصلاح صناديق التقاعد وإطلاق مرحلة التصديق على مشروع قانون الإضراب، بالإضافة إلى تسليم هيئة مغربية تقريرها بشأن مراجعة قانون الأسرة لرئيس الحكومة، والإعلان عن التعديلات المقترحة.

    وفي مارس سلمت هيئة مغربية تقريرها بشأن مراجعة قانون الأسرة لرئيس الحكومة، بعد انتهائها من مهامها، داخل الأجل المحدد لها.

    وتأتي هذه الخطوة في ظل تواصل الجدل بين الأحزاب والجمعيات غير الحكومية حول مضامين هذا القانون المرتقب، خاصة في الإرث وزواج القاصرات.

    وفي دجنبر، أعلنت الحكومة عن تعديلات مقترحة على قانون الأسرة، من بينها رفع سن الزواج إلى 18 عاما وتقييد تعدد الزوجات‪.

    وبخصوص مشروع قانون الإضراب، المثير للجدل وتنظم نقابات وأحزاب مظاهرات رفضا له، انطلقت عملية التصديق عليه بالبرلمان، رغم رفض النقابات، ليتم التصديق عليه خلال 24 دجنبر بمجلس النواب، في جلسة عامة.

    قانون الإضراب

    وفي 4 ددنبر، صادقت لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب بالأغلبية على مشروع قانون الإضراب، كما صادقت بعد موافقة الحكومة على حذف “العقوبات الجنائية والسجنية” في حق الداعين للإضراب، بعد أن تضمنها مشروع القانون سابقا.

    ومن المنتظر أن يحال المشروع إلى مجلس المستشارين للتصديق عليه، قبل أن يتم نشره في الجريدة الرسمية ليدخل حيز التنفيذ.

    ويعود مشروع قانون تنظيم الإضراب إلى نحو 10 أعوام مضت، حين أحالته الحكومة إلى البرلمان للمرة الأولى أوائل 2015.

    تقنين القنب

    بدأت صيدليات المغرب مطلع يونيو الماضي، بيع المكملات الغذائية والمنتجات التجميلية المصنعة من القنّب الهندي.

    وهذه أول خطوة لتسويق تلك المنتجات بعدما أعلن المغرب في 3 يونيو 2022 “خطة عمل” لاستغلال القنب الهندي طبيا وصناعيا، وبدأ في يوليو من العام نفسه، سريان قانون لتقنين استعمالاته.

    وشرعت الصيدليات ببيع 9 مكملات غذائية و10 مستحضرات تجميل، بعد مرحلة منح الرخص في أوقات سابقة للمزارعين والشركات والمختبرات.

    ويراهن المغرب على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المعنية بهذه النبتة داخليا، والاستفادة من ارتفاع معاملات تقنين القنب طبيا وصناعيا، خارجيا.

    هجرة جماعية

    شغل موضوع الهجرة الجماعية المغرب خلال شتنبر 2024، حين اقتحم مئات الشباب المعبر الحدودي لسبتة، في محاولة للعبور منها إلى الجانب الأوروبي.

    وتعد محاولة الاقتحام هذه من أكبر العمليات خلال السنوات القليلة الماضية، إذ تضم أعدادا كبيرة من الشباب والقاصرين الراغبين في الهجرة غير النظامية، بالتزامن مع مطالب بفتح نقاش عمومي حول الظاهرة وإيجاد حلول قبل تعقد الأمر.

    وأتت هذه المحاولة إثر دعوات على منصات التواصل دعت لاقتحام جماعي للسياج الأمني نحو سبتة في 15 شتنبر الماضي.

    نصرة غزة

    وفي مواجهة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي منذ أكثر من 14 شهرا، تصدّر التضامن مع قطاع غزة المشهدين الحقوقي والاحتجاجي في المغرب منذ بداية 2024.

    وشهد المغرب الكثير من المظاهرات والفعاليات الداعمة للفلسطينيين في غزة، حتى أن هيئة مدنية نظمت ما يزيد على 5800 مظاهرة خلال 2024، في مشهد غير مسبوق عربيا وإسلاميا.

    وبوتيرة شبه يومية تشهد مدن مغربية عديدة بينها العاصمة الرباط والدار البيضاء والجديدة ووجدة وبركان وطنجة وتطوان ومراكش ومكناس، وقفات شعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف الإبادة الإسرائيلية ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

    ونظمت المظاهرات والفعاليات الداعمة لغزة، هيئات مغربية مدنية منها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين” و”الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” و”المبادرة المغربية للدعم والنصرة”.

    الاناضول

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد