رحيل إلياس خوري صاحب “باب الشمس” وعاشق فلسطين الأبدي


غيب الموت عنا أمس الأحد 15 شتنبر الجاري، الروائي والناقد والمفكر اللبناني البارز إلياس خوري، عن عمر 76 عاما، تاركا خلفه إرثا عظيما في عالم الأدب والفن وحزنا كبيرا على فقده.

الروائي والكاتب اللبناني إلياس خوري تناول في رواياته معاناة اللبناني والفلسطيني من الحرب الأهلية الى حياة الفلسطيني في بلاد اللجوء واختبارات الغربة والنزوح وسيطرة الميليشيات و”سلبطتها”، وها هو يرحل اليوم في وقت يقصف فيه جنوب لبنان، وتشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة.

وشغلت القضية الفلسطينية حيزا كبيرا في أعمال خوري، على مدى توليه رئاسة تحرير ملحق صحيفة “النهار” الثقافي من عام 1992 إلى عام 2009.

ومع ذكر اسم “فلسطين”، لا بد من التوقف “أدبيا” عند رائعة الياس خوري “باب الشمس”، ومن ثم ثلاثية “أولاد الغيتو” التي جاءت بعدها بسنوات لتستكمل هذا التأريخ لهويةٍ “لا يمكن أن تُمحى مهما حاول المحتلّون”.

نشأته ودراسته:

– وُلد إلياس خوري عام 1948 في منطقة الأشرفية في بيروت.

– في سن الثامنة بدأ يستمتع بقراءات جرجي زيدان وتعلم منها الكثير.

– اهتم بقراءة ثلاثة أنواع وهي الأدب العربي الكلاسيكي، والنصوص الأدبية المرتبطة بالحداثة، والروايات الروسية لكتّاب مختلفين مثل بوشكين وتشيخوف.

– حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1966 من ثانوية الراعي الصالح في بيروت.

– في عام 1967، سافر خوري البالغ من العمر 19 عاما إلى الأردن وزار مخيّما للاجئين الفلسطينيين.

– درس التاريخ في الجامعة اللبنانية وتخرج فيها عام 1971، وفي العام التالي حصل على الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس.

حياة الياس خوري المهنية.. الجوائز والأعمال:

– انضمّ إلى مجلة مواقف عام 1972، وأصبح عضوا في هيئة التحرير.

– خلال الفترة من 1975 إلى 1979 ترأس تحرير مجلة شؤون فلسطينية بالتعاون مع محمود درويش.

– عمل محررا لسلسلة ذكريات الشعب الصادرة عن مؤسسة البحوث العربية في بيروت بين عامي 1980 و1985.

– كان مدير تحرير مجلة “الكرمل” من 1981 إلى 1982.

– شغل منصب مدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة “السفير” من 1983 إلى 1990، وتولى إدارة مسرح بيروت من 1992 إلى 1998، ومدير مشارك في مهرجان أيلول للفنون المعاصرة.

– شغل منصب رئيس تحرير “مجلة الدراسات الفلسطينية”.

– حاز في عام 2011 وسام جوقة الشرف الإسباني من رتبة كومندور، وهو أعلى وسام يمنحه الملك خوان كارلوس، تكريما لمساره الأدبي.

- إشهار -

– فاز بجائزة اليونيسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديرا للجهود التي بذلها في نشر الثقافة العربية وتعريف العالم بها.

– نشر روايته الأولى في 1975 بعنوان “لقاء الدائرة”.

– كتب سيناريو فيلم “الجبل الصغير” في 1977، الذي تدور أحداثه خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

– من أعماله الأخرى “رحلة غاندي الصغير” التي تدور حول مهاجر ريفي يعيش في بيروت خلال أحداث الحرب الأهلية.

– كتب رواية “باب الشمس” التي تضمنت إعادة سرد ملحمية لحياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ نزوح الفلسطينيين عام 1948، وتناولت أيضا أفكار الذاكرة والحقيقة ورواية القصص، وقد أُنتجت كفيلم سينمائي يحمل نفس الاسم للمخرج المصري يسري نصر الله في 2002.

– نشر إلياس رواية “يالو” عام 2002، وترجمها بيتر ثيروكس إلى الإنكليزية في 2008، وصوّر فيها الراوي أحد أفراد الميليشيات السابق المتهم بارتكاب جرائم أثناء الحرب الأهلية في لبنان، وتحدّث عن التعذيب في النظام القضائي اللبناني، وأشار في عنوانها إلى اسم قرية عربية فلسطينية هجرت إسرائيل سكانها واحتلتها في حرب 1967، ونزح مُعظم سكانها إلى الأردن.

جدير بالذكر أن أعمال خوري تم ترجمتها ونشرها دوليا باللغات الكاتالانية والهولندية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والعبرية والإيطالية والبرتغالية والنرويجية والإسبانية.

بالإضافة إلى ما سبق، الياس خوري كان أكاديميا، بجانب تجربته الإبداعية، فعمل أستاذا في الجامعة اللبنانية، والجامعة اللبنانية الأمريكية، والجامعة الأمريكية في بيروت.

وعمل خوري أيضاً أستاذا زائرا في جامعة نيويورك.

بجانب الرواية، كتب أيضا ثلاث مسرحيات وله العديد من الكتابات النقدية، إضافة الى تجربة عمله مديرا فنيا في المسرح.

وحسبما تم وصفه، فقد رحل الياس خوري، الذي كتب “النكبة المستمرة”، في وقت تعيش فيه فلسطين نكبة جديدة، وهو الذي اعتبر أن “النكبة الفلسطينيّة لم تبدأ وتنتهِ في سنة 1948، وإنما هو مسار بدأ في سنة 1948، ولا يزال مستمرا حتى الآن”.

هذا ونعته حركة “فتح” الفلسطينية في بيان قالت فيه: “تسجّل الحركة فخرها واعتزازها بهذه القامة الروائية وبما جسدته من إرث سيكون وثيقة لكل الأجيال السابقة واللاحقة ولسان حق فلسطيني بلغات الإنسانية المؤمنة بنضال شعبنا الفلسطيني وصولاً للحرية والخلاص”.

ومن أبرز أعمال الياس خوري: “أبواب المدينة”، “الوجوه البيضاء”، “رحلة غاندي الصغير”، “باب الشمس”، “رائحة الصابون”، “يالو”، “سينالكول”، “أولاد الغيتو”.

استمر خوري في الكتابة حتى الأسابيع الأخيرة من حياته، رغم دخوله المستشفى ومعاناته مع المرض.

وفي مقال كتبه من سريره بالمستشفى في يوليو بعنوان “عام من الألم”، استذكر خوري معاناته من “وجع لا سابق له”، وكتب “غزة وفلسطين تُضربان بشكل وحشي منذ ما يقارب العام أيضا، وهما صامدتان لا تتزحزحان. إنهما النموذج الذي أتعلم منه كل يوم حبّ الحياة”.

وفاة الياس خوري خلقت حالة من الحزن في الأوساط الأدبية والإعلامية والفنية، ونعاه عدد كبير من الكتاب والإعلاميين والفنانين بكلمات مؤثرة، معربين عن تقديرهم لمسيرته، وحزنهم على رحيله.

المصدر: “النهار” + RT

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد