“ارشيدة”.. قرية مغربية يطلب سكانها حماية حياتهم من السيول
تقع قرية “ارشيدة” بجماعة المريجة، على بعد 50 كلم شرق جنوب مدينة جرسيف (عاصمة الإقليم)، وعرفت منذ القدم بمدرستها العتيقة لتحفيظ القرآن قبل أن تتعرض للإهمال ويخفت إشعاعها.
سنة 1992 وضع للقرية مخطط للتنمية، تم نشره في الجريدة الرسمية عدد 4174 صفحة 377 بتاريخ 28 أكتوبر 1992، لم يتم تنفيذه، الأمر الذي تسبب في استمرارها على هامش التنمية بعيدا عن كل المخططات الرسمية، وفي مواجهة الكثير من المشاكل التي تعمقت مع مرور الزمن.
وفي سنة 2015، استبشر سكان القرية خيرا، بعد وضع برنامج لإعادة تأهيل قصبة ارشيدة، والذي ضم 18 مشروعا، لكن “للأسف لم ينفذ منه شيء”، كما علق معاش اسلاسي، وهو ناشط يعتبر أن مهمته الأساسية هي لفت الانتباه للمشاكل التي تعاني منها منطقته، والمساهمة في رفع التهميش عن سكانها.
وقال اسلاسي: “نحن نعاني، فحياتنا مهددة بفعل السيول التي تجتاح المنطقة بشكل مستمر، وبفعل الإقصاء، ونطالب بتوفير أبسط شروط الحياة”.
وأفاد اسلاسي، ضمن تصريح لموقع “بديل، “سنة 2018 تعرضت القرية لسيول نتج عنها تدمير 15 منزلا تدميرا كاملا أو جزئيا، وإلى اليوم، ورغم مرور 6 سنوات، لازال المتضررون يعانون من الكارثة”.
وأضاف، بنبرة متحسرة، “لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية لتأمين القرية، فتعرضت للسيول مرة أخرى يوم 12 غشت الجاري، الأمر الذي سبب أضرارا بالغة للساكنة”.
وطالب الناشط المدني بضرورة تهيئة الشعبة لحماية القرية من الفيضانات، موردا أن “المشروع تمت دراسته، لكن دون أن يتم الإفراج عن نتائج الدراسة، ودون أن نعرف أين وصل”.
وزاد، “مسألة تزويد القرية بالماء الصالح للشرب تمت دراستها بأمر من عامل الإقليم، قبل أن يتم إقبار المشروع. كما أن إنجاز مشروع الصرف الصحي توقف تنفيذ لأسباب واهية”.
وأكد اسلاسي، “لازال الحال على ما هو عليه في قرية ارشيدة، سكت غضب الشعبة بعد الطوفان، لكن آثارها لازالت تزيد من معاناة المتضررين رغم مراسلة رئيس الحكومة”.
وختم، “لولا ملحقات المسجد الأعظم لبقيت الأسر التي فقدت مساكنها في العراء وفصل الشتاء على الأبواب.. لازالت الصخرة (التي تزن الأطنان بعد أن جرفتها السيول) تبرح مكانها، غير آبهة بما يقال هنا وهناك. اختارت موقعا استراتيجيا يطل على القرية كأنها تحرسها من خطر ما، لعله طغيان أبن آدم.. “.