“لوموند”: تصاعد الحراك الجامعي المغربي المناهض للتطبيع


سلّطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على الحراك الذي تشهده مجموعة من الجامعات المغربية في سياق الحملة المناهضة للتطبيع مع إسرائيل، بعد تزايد الدعوات من الطلاب والمدرّسين للمطالبة بوقف الشراكات التي أبرمتها بعض المؤسسات الأكاديمية المغربية مع جامعات إسرائيلية.

وتوجد “جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية” في قلب الاحتجاجات ضد “التطبيع الأكاديمي”، حيث جُمِعَ ما يقرب من 1300 توقيع في عريضة تطالب بقطع العلاقات مع ثماني جامعات إسرائيلية.

ويدين الموقعون على العريضة الاتفاقيات الموقَّعة، معتبرين أن تلك المؤسسات الجامعية الإسرائيلية متورطة في برامج بحث مرتبطة بالجيش أو بأجهزة الأمن الإسرائيلية.

ويؤكدون أن الشراكات المغربية معها تساهم في انتهاكات الحقوق الأساسية للفلسطينيين وحقوق الإنسان بشكل عام.

وفي هذا السياق، اجتمع الطلاب تحت اسم “الحركة ضد التطبيع الأكاديمي”، معبّرين عن رغبتهم الواضحة في إنهاء هذه التحالفات التي يرونها متعارضة مع قيمهم.

وتعتبر هذه المبادرة، التي تعدّ سابقة في جامعة محمد السادس متعددة التقنيات، مدعومة بشكل واسع من قبل الطلاب، إذ تمثل حوالي خمس إجمالي الطلاب في الجامعة. ومع ذلك، لم تردّ إدارة المؤسسة حتى الآن على مطالب الطلاب، رغم اللقاءات مع أعضاء مجلس الإدارة.

ويشير المحتجّون إلى أن أعضاء الإدارة أبدوا شعورهم بعدم الارتياح تجاه الوضع، وأوضحوا أن قرار قطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية يتجاوزهم ولا يعود لهم.

ولاحظت صحيفة “لوموند” أن هذه الضغوطات أدّت إلى عواقب ملموسة، مثل إلغاء حفل توزيع الشهادات الذي كان مقررا في 12 يوليوز الجاري، حيث كان الطلاب يعتزمون التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية.

- إشهار -

وذكرت الإدارة أن أسباب الإلغاء فنية، لكن الطلاب يرون أن هناك رقابة واضحة على مطالبهم، وقد تجلى هذا المناخ من التوتر أيضا في جامعات أخرى، حيث ألغيت نشاطات مماثلة لتجنّب أي تجاوزات.

وتطرقت الصحيفة الفرنسية كذلك إلى حراك تعليمي آخر، إذ قدّم أكثر من 600 أستاذ جامعي في جامعة عبد المالك السعدي عريضة تطالب بقطع العلاقات مع جامعة حيفا. ومع أن هذه الاتفاقيات هي في الأساس “بروتوكولات” بدون تأثير ملموس، لكن الأساتذة والطلاب يدعون إلى إعادة تقييم جدية لهذه الشراكات.

ولفتت الانتباه إلى حملة مماثلة في “معهد الحسن الثانية للزراعة والبيطرة” في الرباط، بسبب اتفاق جرى توقيعه مع الجامعة العبرية في القدس، ويشير الأساتذة إلى أنه على الرغم من العلاقات التي أُقيمت على مدار أكثر من 30 عاما مع إسرائيل، يبقى المغرب معتمدا على استيراد التقنيات الزراعية الإسرائيلية، دون نقل حقيقي للمهارات.

ويصف المحتجون هذه الشراكات بأنها “اتفاقيات وهمية”، ويبرزون نقص الشفافية في تنفيذها. وتستمر الحملة حتى خلال العطلات الجامعية، مع الطلاب والمدرسين الذين يؤكدون عزمهم على توسيع الحراك ليشمل مؤسسات أخرى.

ويؤكد نشطاء الحركة أن كفاحهم من أجل العدالة وحقوق الإنسان لا يزال في بدايته، وقد تنضم العديد من الجامعات، بما في ذلك “الجامعة الدولية” في الرباط و”الجامعة الأورومتوسطية” في فاس، إلى هذه المعركة ضد التطبيع الأكاديمي. ولذلك، فإن الوضع متوتر، وقد تأخذ التحركات حجما أكبر في المستقبل، تستنتج الصحيفة الفرنسية.

المصدر: القدس العربي

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد