التامني: الوضع لايطاق.. أين هي أموال دعم المستوريد والأعلاف؟
يشتكي الكثير من المغاربة بسبب الغلاء غير المسبوق في أثمنة بيع الأضاحي، على بعد أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك، حيث قفزت أسعار بيع الأغنام إلى “أرقام قياسية”، هي الأعلى في تاريخ المغرب منذ ما قبل الاستقلال، في عهد حكومة كان رئيسها هو المشرف على برنامجي “المغرب الأخضر والجيل الأخضر” والذان وعدا بتوفير المواد ذات الأصل الفلاحي للمغاربة بأثمنة مناسبة.
وأكدت برلمانية فدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، بعد قيامها بزيارات إلى الأسواق المخصصة لبيع الأضاحي، أن “الوضع في الواقع لايطاق بالنظر للغلاء المهول للأضاحي، فالأسواق مشتعلة بلهيب الأسعار”.
وقالت التامني، ضمن تصريح لموقع “بديل”، حول استعداد المغاربة لعيد الاضحى: “الفقراء والشرائح البسيطة والمتوسطة اليوم لايجدون مايشترون في الأسواق، فهناك معاناة حقيقية وحزن كبير يظهر على وجوه الجميع”.
وأضافت التامني، “هذا الوضع يدفعنا إلى طرح الكثير من الأسئلة، بخصوص الدعم الذي قُدّم للمستوردين والذي بلغ 500 درهم عن كل رأس؛ أين هو الدعم وأين هي تلك الأغنام المستوردة المدعمة؟”.
وتابعت، “الكل يعلم أن الاثمنة التي اقتُنيت بها الأغنام في إسبانيا ورومانيا لاتتجاوز 1200 إلى 1300 درهم، وكان من المفروض توفرها بـ1700 أو 1800 درهم، وهو مبلغ يتضمن الربح إلى جانب بقية المصاريف الأخرى”.
وشددت البرلمانية، “عندما نذهب للأسواق لانجد أي أثر لكل أشكال الدعم الذي روجت له الحكومة”، مؤكدة على أن هناك سؤالا أخرا يطرح بخصوص الدعم الذي تحدثت عنه الحكومة والمقدم للكسابة، والمتعلقة بالأعلاف؛ أين هو أثره؟”.
وزادت، “حتى الأشخاص الذين كانوا يعملون على توفير الأضحية للمحتاجين وجدوا أنفسهم غير قادرين على تقديم المساعدة كما كان يتم سابقا، بسبب ارتفاع الاثمنة بشكل فاحش”.
وأكدت برلمانية فدرالية اليسار، على أن “الأثمنة فاقت كل التوقعات، في الوقت الذي تتغنى فيه الحكومة، كل مرة، بإنجازاتها التاريخية وغير المسبوقة”.
وأكدت التامني على أن “الحكومة فشلت السنة الماضية في تدبير عيد الأضحى، وراكمت الفشل هذه السنة أيضا، وهذا ما يثبت أنها خارج كل السياقات، وبعيدة كل البعد عن معاناة المواطنين وعن إيجاد حلول لدعم القدرة الشرائية للمغاربة “.
وحسب القيادية في حزب “الرسالة”، “الحكومة لاتمتلك تقديرا موضوعيا لفترة العيد وغير قادرة على الحضور إلى جانب المواطنين ودعمهم لتجاوز مشاكل الجشع التي تظهر بجلاء في الأسواق، ورغم معرفتها بالمكانة الدينية والاجتماعية للعيد لدى المغاربة، تركتهم بمفردهم في مواجهة الأزمة دون أن تجد الحلول، مكتفية بإنتاج الخطابات والكلام الذي لاعلاقة له بالواقع”.
وختمت: “ما يقع في سوق الأغنام يؤكد بما لايدعم مجالا للشكل أن سياسات دعم المستوردين ودعم الأعلاف فاشلة”، فالمغاربة، حسب ذات المتحدثة، “لايعرفون أين يتم صرف تلك المبالغ الكبيرة، والتي تستفيد منها لوبيات تستنزف جيوبهم دون رحمة”.