كيف تفاعل المغاربة مع وفاة النويضي؟
تفاعل المغاربة بكثير من الحزب الممزوج بألم الفراق مع وفاة الناشط الحقوقي والمحامي عبد العزيز النويضي، والذي فارق الحياة يوم أمس الخميس، ووري الثرى بعد عصر اليوم الجمعة 3 ماي الجاري في مقبرة سيد سراخ، بجماعة واد الشراط، بمنطقة سيدي خديم.
وشغل النويضي عددا من المهام، أبرزها ديوان الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي، بالإضافة لقيادتة لمنظمة “تراسبرانسي” المغرب، وكان محاميا بهيئة الرباط.
ووجه المكتب السياسي لحزب فدرالية اليسار الديمقراطية رسالة تعزية لعائلة الراحل، مستحضرا “تضحيات الفقيد ونضاله من أجل العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وخاصة من أجل اطلاق سراح المعتقلين السياسيين”.
وتمنى المرصد المغربي لحقوق الانسان “الصبر والسلوان لعائلة الفقيد”، مذكرا بالدور الذي لعبه النويضي في الدفاع عن حقوق الانسان “عبر سنوات من النضال في درب تكريس الديمقراطية”.
وذكّرت جماعة العدل والإحسان، التي عرف النويضي بمؤازرتها في أكثر من مناسبة، خصوصا في قضية البيوت المشمعة لأعضائها، بفضائل الرجل باعتباره “من أعلام السياسة ومدافعا صلبا عن الحقوق والحريات”.
وفي تدوينة على صفحته الخاصة، قال الكاتب عبد العزيز العبدي: “حين علمت بوفاة الأستاذ عبد العزيز النويضي، أحسست برجفة في القلب، وبشعور كبير من الندم والأسى…”.
من جهته، اعتبر الناشط السياسي والحقوقي، جمال الكتابي، أن رحيل النويضي “خسارة بكل المقاييس؛ لا تعوض”، في وقت “الساحة في أمس الحاجة إليه”، مذكرا بانخراطه “بكل ما لديه في معركة العدالة والترافع في المحاكم كمحام لامع ومستشار لعدة هيئات دولية. حيث كان ضمن الملفات الحارقة التي ترافع من أجلها رفقة العديد من زملاءه هو ملف حراك الريف”.
واستحضرت زوجة الصحفي المعتقل سليمان الريسوني، خلود المختاري، ما حدث مع ابن النويضي، وصبره، “عندما زُجَّ به في السجن إلى جانب ابن النقيب محمد زيان، وعندما انهالت عليه جرائد التشهير بلا رحمة بالشتيمة والهجوم، في إطار تصفية الحسابات”.
وذكّر الصحفي عبد اللطيف الحماموشي، في تدوينة فايسبوكية، “لمّا غادرتُ البلاد في يناير الماضي، كان المرحوم الصديق عبد العزيز النويضي يتصل بي ويحاول اضحاكي بأسلوبه الساخر (كعادته). شٓعرٓ بحزني في الشهور الأخيرة فصرخ قائلًا: ‘مهما يكن، يجبُ ألّا نسقط في الفخ. نحن نُناضل من أجل الحق، وليس لدينا أي شيء يدفعنا للكآبة والحزن، رغم كل ما نتعرض له…’ ”.
وأكد الحماموشي أن النويضي كان “يبعثُ الفرحة في نفوس المناضلين، رغم معاناته مع التشهير والمراقبة الأمنية والانتقام من بعض أفراد أسرته لدفعه إلى الصمت. لكنه لم يدعن للخوف، وظلّ يدافع وإلى آخر رمق على القيم التي يؤمن بها: الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون”.