“ترويكا البام” تفشل في العيون
فقد حزب الأصالة والمعاصرة، أمس الجمعة 23 فبراير الجاري، عدد مهم من منتخبيه بجهة العيون الساقية الحمراء، بعد تجميد 16 منهم لعضويتهم بشكل جماعي احتجاجا على ما أسموه بـ”الأوضاع التي يعيشها الحزب”، والتي جاءت بعد أيام قليلة من المؤتمر الوطني الخامس الذي أفرز “الترويكا” المسيرة، التي تقودها الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري.
وأكد المنتخبون، في رسالة وجهوها لمنسقة القيادة الجماعية، ان هذه الخطوة جاءت بسبب “الوضعية التي عاشها الحزب مؤخرا”، والتي كشفت على حد قولهم على وجود “فجوة وتباعد كبيرين بين الأصالة والمعاصرة كفكرة آمنا بها جميعا، وبين الأصالة والمعاصرة المختزل في بعض الأفكار والممارسات البعيدة كل البعد عن الممارسة الديمقراطية، والتي مع كامل الآسف فشلت في مقاربتها المجالية، فالمقاربة المجالية السليمة هي المرتكزة على التنزيل السليم لمشروع الجهوية المتقدمة وفق الرؤية الملكية السامية”.
وأضاف الموقعون، على الوثيقة التي توصل موقع “بديل” بنظير منها، إن هذه الخطوة جاءت إيمانا منهم بـ”الالتزام السياسي والأخلاقي الذي يربطنا بالساكنة والذي على أساسه تم انتخابهم ممثلين شرعيين لهم عبر صناديق الاقتراع، وممثلين لمناضلي الحزب ضمن هيئاته التنظيمية، وامتثالا للتوجيهات المولوية السامية بضرورة العمل على تخليق الحياة السياسية، والعمل على إعادة الثقة بين المواطنين والسياسة”.
وتمنى الغاضبون، وفق المصدر ذاته، عودة “الروح والفكرة إلى سابق عهدها، حزبا لجميع المغاربة قبل المناضلين في تماشي تام مع الثوابت الوطنية ووفق مقاربة مجالية، تحفظ كرامة جميع المغاربة ويكون الحزب فيهـا عامل دعم لا هدم لمناضليه ومنتخبيه في معاركهم التي يخوضونها ضد من يتربص بالوطن”.
واعتبر العضو بجماعة العيون عن حزب الأصالة والمعاصرة، محمد سالم بداد، أحد الموقعين على الوثيقة، أن “القيادة الجديدة لحزب الأصالة والمعاصرة واصلت نهج الأمين العام السابق، عبد اللطيف وهبي، في اقصاء مناضلي الحزب بمنطقة العيون”.
وأضاف بداد، ضمن تصريح سابق لموقع “بديل”، “اقصاؤنا من داخل الحزب ليس وليد اللحظة، ويمتد للفترة التي تم خلال طرد محمد سالم الجماني من طرف القيادة السابقة، وكنا نعتقد ان الملف متربط بتلك القيادة التي كان يشرف عليها الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي، لكن الحقيقة غير ذلك تماما”.
ويرى وصيف محمد سالم الجماني في لائحة الانتخابات الجماعية بالعيون أن “هناك محاولة لإرضاء بعض الجهات السياسية النافذة بمنطقة العيون، وابعادنا عن الحزب هو محاولة لإسكاتنا إرضاء لتلك الجهات”.
وفي ماي 2023، أعلن المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، في عهد الأمين العام السابق، عبد اللطيف وهبي، طرد البرلماني محمد سالم الجماني بشكل نهائي، “بسبب عدم الوفاء بالتزاماته المالية تجاه الحزب، وعرقلة عمل الحزب بمدينة العيون وتطويره”، وفق نص القرار.
وأعلن مجموعة من المستشارين الجماعين والجهويين المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم العيون، في يوليوز 2023، عن تضامنهم المطلق واللامشروط مع الجماني، وشجبوا ما أسموه بـ”التصريحات المسيئة لصورة الفعل السياسي بالمنطقة ولمنتخبي الحزب بإقليم العيون، ولمكانته وقيمته الاعتبارية داخل الأقاليم الجنوبية”.
وشدد بداد، ان “الجميع يعلم أننا كنخبة سياسية وحدوية في العيون نصارع في اطار معركة سياسية مع جهات معادية للمغرب”، معتبرا أن “مثل هذه الممارسات تسئ لموقعنا وموقفنا ووضعنا داخل المنطقة”.
وختم، “أعتقد ان هناك جهة ما لا تريد حضور مناضلين بوزن معتبر في المنطقة وتريد ‘كراكيز’ وفقط، لتقضي مصالحها من خلالهم، وهم لا يريدون ان تسير الأمور بشكل طبيعي بل يريدون أن تبقى الأمور ‘من تحتها’ “.