انفجار الضفة.. مخاوف إسرائيلية في محلها


تشهد الضفة الغربية منذ سنوات تصاعدا ملحوظا لأعمال المقاومة العسكرية ضد الاحتلال، وقد نمت عبر هذه السنوات بيئات وحواضن للمقاومة، خاصة في مدن ومخيمات شمال الضفة، كما برزت تشكيلات ومجموعات عسكرية عدة تابعة للفصائل الفلسطينية وتلك العابرة للفصائل.

وشكلت هذه المجموعات تحديا حقيقيا للاحتلال عبر السنوات الأخيرة، مما دفعه إلى إطلاق عمليات عسكرية لمواجهة نمو المجموعات العسكرية على غرار عملية كاسر الأمواج التي بدأت في نهاية مارس 2022 بغرض تفكيك بنية المقاومة في شمال الضفة الغربية.

ومع بدء عملية طوفان الأقصى -التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة- ورغم الهزة الكبيرة التي منيت بها أجهزة الأمن الإسرائيلية فإنها أبقت عينها مفتوحة على الضفة الغربية وعززت إجراءاتها ونفذت آلاف الاعتقالات في الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى.

عمليات الاحتلال

وفي ظل استمرار الخشية من أن تنفجر الأوضاع في الضفة الغربية عمدت قوات الاحتلال إلى تنفيذ سلسلة من العمليات الخاصة والاقتحامات لمخيمات ومدن الضفة الغربية التي تعد موطنا للمجموعات المقاومة.

وقد أسفرت هذه الاقتحامات والاستهدافات عن أكثر من 371 شهيدا وما يقارب 3720 جريحا، وكان نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى قد أفادا -الأحد الماضي- بأن “حصيلة الاعتقالات ارتفعت بعد 7 أكتوبر الماضي إلى نحو 5875 شخصا”.

وبعد مرور أكثر من 100 يوم على بدء العدوان على قطاع غزة وما رافقه من هجمة واسعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية كرر رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي وعدد من كبار الضباط تحذيراتهم لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراء الحرب في مناسبات عدة من أن الضفة الغربية على وشك الانفجار.

وبحسب تقرير للقناة الـ12 الإسرائيلية، حذر المستوى العسكري على وجه التحديد من انفجار الضفة الغربية، مما يعني جبهة أخرى يتعين على الاحتلال التعامل معها بكثافة عالية.

وقال مسؤولون كبار في المؤسسة العسكرية للمستوى السياسي في الغرف المغلقة إن “الضفة على وشك الانفجار في انتفاضة ثالثة وشاملة، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية ومنع دخول العمال للعمل في إسرائيل”.

- إشهار -

دلالات التحذير

ترتكز الدلالة الرئيسية من التحذير المتكرر من قبل المستويين العسكري والأمني بشأن “انفجار” قريب للضفة الغربية على محدودية العمليات العسكرية والأمنية التي ينفذها الاحتلال في الضفة الغربية في القضاء على المقاومة الفلسطينية كثقافة وطنية ومجموعات كتشكيلات تنظيمية.

وتعود خلفيات تقييم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى إدراكها أن الحل العسكري لا يجدي نفعا في ظل استمرار اعتداءات المستوطنين وتواصل العدوان على قطاع غزة، وتردي الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية، وتراجع سيطرة السلطة الفلسطينية في مخيمات شمال الضفة الغربية التي تشهد حضورا للمجموعات المقاومة.

كما أن هذا التحذير يأتي بعد تصاعد ملحوظ في عدد العمليات التي نفذها مقاومون في الضفة الغربية، بالإضافة إلى التطور الذي تشهده عمليات التصدي للاقتحامات الإسرائيلية لمخيمات ومدن شمال الضفة الغربية، إذ بدأ منذ أشهر تزايد ملحوظ في استخدام فصائل المقاومة العبوات الناسفة محلية الصنع، مما بدأ يشكل تهديدا حقيقيا للقوات المقتحمة.

وأسفرت عملية تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم نور شمس عن مقتل مجندة وجرح عدد آخرين من جنود الاحتلال أثناء تصدي المقاومة لهم.

كما شهدت الضفة الغربية والقدس عددا من العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة، والتي حملت في بعض منها إشارات لعمل منظم، عوضا عن تبني كتائب القسام في الضفة الغربية عددا من هذه العمليات.

المصدر: وكالات + الجزيرة

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد