إض سكاس 2971 ووضعية الحقوق اللغوية والثقافية بالمغرب


عادة ما تستغل المناسبات محلية أو وطنية أو دينية أو عالمية كانت من أجل دراسة الوضعية القائمة لقضية ما (تقييم) والتداول في آفاقها، وعلى مستوى حقوق الانسان هناك محطات تستغل تلك المناسبات لصياغة تقارير حول الوضعية الراهنة لإحدى الحقوق Étude de état des lieux وتدارس آفاقها المستقبلية Perspectives d’avenir.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    و بمناسبة إض سكاس كأحد الرموز الثقافية والحضارية لدول شمال أفريقيا والتي لم تعترف بها لحد كتابة هذا المقال الحكومة المغربية، إض أي الليلة وسكاس التي تعني السنة مع نطق الكاف بـ(g) أي السنة الأمازيغية الجديدة 2971؛  فإني شخصيا وبحكم مسؤوليتي  الحقوقية من جهة وموقعي في الحركة الأمازيغية بما لهما من ارتباط وثيق وجدلي دأبت  هذه سنين طويلة على المساهمة حسب استطاعتي في الاحتفال بهذه المناسبة إما بالتحسيس حول أهميتها وتاريخها أو بتنظيم حفلات فنية موسيقية لأكثر من ثلاثين سنة سواء في مقرات جمعيات مهتمة أو في قاعات عمومية أو في  مواقع طلابية. وعليه وبمناسبة السنة الجديدة 2971 أحاول إحاطة السؤال المزدوج التالي:

    ماهي الوضعية الحالية للأمازيغية، وما هي آفاق هذه الحقوق؟

    كما يعلم الجميع أن الحركة الأمازيغية وبفضل النضالات الكثيرة والمميزة التي قدمت على إثرها تضحيات وتضحيات توجت بالاعتراف الرسمي بالأمازيغية والتنصيص دستوريا لمبدأ التعددية وحقوق الانسان؛ إلا أن الإكراه غير المنتظر هو وصول البيجيدي للحكم مباشرة بعد تنظيم الانتخابات مما نتج عنه تجميد المطالب بأسلوب التوائي خطير. وتأكد أنه رغم هذا المكتسب فالعقلية الأحادية المستمدة من الإيديولوجية القومجية/الإسلاموية لا تزال مهيمنة وستكبح نضالات الحركة الحقوقية/ الأمازيغية والحقوقية الديموقراطية بالبلاد.

    وبمناسبة إض سكاس 2971 يمكن استنتاج أن النظام لا يزال منغلقا وانطوائيا رغم تصريحاته الشكلية بتبنيه حكما ديموقراطيا تعدديا حداثيا وحقوقيا؛ وأن في هذه البلاد لا يكفي النضال من أجل إقرار الحقوق فقط بل كذلك النضال بالتتبع المستمر من أجل التطبيق والأجرأة لتلك الحقوق.

     بعد الاعتراف بأمازيغية المغرب وأفريقيته دستوريا استمر النضال سنين لإنزال القوانين المنظمة لذلك وبعده سيتطلب الأمر سنين من أجل تطبيق تلك القوانين التنظيمية رغم اعوجاجها.

    لست بصدد صياغة تقرير في الموضوع لأن ذلك يتطلب التدقيق والإشارة للمرجعيات والاستشهاد بالإحصائيات المعطيات والنسب المائوية وعليه سأكتفي بتمرير الهدف عبر تقديم وضعية بعض القطاعات فقط.

    - إشهار -

    إعلاميا؛ بعد ترسيم الأمازيغية اختارت الوزارة الوصية استغلال هذا القطاع لإخراج الأمازيغية عبر مختلف الوسائل بطرق تجعل المواطن ينفر من لغته وثقافته وجعلت منها أضحوكة وإن استمرت في هذا الإجرام بهذا بالنهج الحالي فسيتم تعريب ما تبقى من الأمازيغ غير المعربين وستنتشر التفاهة والابتذال أكثر.

    أما في التعليم؛ فبعد الترسيم للأمازيغية في الدستور اقتصرت وزارة التربية الوطنية على تدريس الأمازيغية في المنظومة التربوية بطريقة كاريكاتورية ومخجلة لا يمكن إلا النفور منها وجعلتها ثانوية عن قصد واختيارية تقنيا ولا تدرس إلا في بعض المدارس وفي بعض المناطق.

    أما على مستوى الفن والمسرح والموسيقى والمهن الأدبية والتقنية المرتبطة بها فبعد ترسيم الأمازيغية لاحظنا توجها معاكسا بحيث تضاعفت المساعدات والمنح والمشاركات في المهرجانات الرسمية والفرص أمام الفنانين والموسيقيين باللغة العربية وضمنيا وقفنا على تهميش ممنهج لكل ما هو أمازيغي وبطريقة فنية تدفع أي فنان يرغب في الدعم المعنوي والمالي أن يتجنب استعمال الأمازيغية ويبدع بلسان آخر.

    هكذا يتراءى تواجد الثقافة الأمازيغية شكلا وفي العمق هناك “ماكينة” أياد خفية استئصالية لكل ما هو أمازيغي.

    في انتظار فرصة ثانية لتقديم آفاق العمل المستقبلية أستغل السنة الأمازيغية الجديدة 2971 لأهنئ أصدقائي وصديقاتي متمنيا للجميع صحة جيدة وسعادة دائمة.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد