شهادات من قلب الزلزال.. تارودانت والدواوير المجاورة
على إثر الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز، وامتد إلى عدد من مناطق المغرب، قال الناشط المدني من مدينة تارودانت، شكيب أريج، إن الإقليم الذي سجل أكثر من 342 وفاة، لازال يعيش على وقع الكارثة ولازال المصابون يتوافدون على المستشفى الإقليمي المختار السوسي لغاية صباح اليوم، الأحد 10 شتنبر الجاري.
وقال شكيب، في تصريح لموقع “بديل”: “أتواجد في مركز تارودانت.. الوضع بالمدينة، ليس خطيرا، مع بعض الاستثناءات القليلة”، مشيرا إلى “سقوط بعض المقاطع من الصور التاريخي للمدينة”.
وأضاف الفاعل الذي كان ضمن النشطاء في حملات التضامن أن “هناك اكتظاظا كبيرا على مستوى المستشفى الإقليمي، المختار السوسي، لكن وصول عدد من الأطباء المتطوعين ساعد على تخفيف الضغط على مكونات المستشفى”.
ومعلوم أن مدينة تارودانت تبعد بحوالي 200 كيلومتر عن مركز الزلزال، ولم تسجل سوى حالة وفاة واحدة.
وتابع شكيب: “لحدود صباح اليوم، لازلنا نسمع أصوات سيارات الاسعاف التي تنقل المصابين للمستشفى بشكل متواصل، كما قام عدد من أصحاب السيارات بالتطوع والمساعدة في نقل المصابين الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تخفيف أثار الفاجعة”.
وللتوضيح فإقليم تارودانت، هو من ضمن الأقاليم الكبيرة في المغرب، حيث تعادل مساحته مساحة دولة مثل بلجيكا، ويتكون من 89 جماعة، بمعدل 10 إلى 15 دوار في الجماعة الواحدة.
وزاد الناشط: “هناك الكثير من الدواوير الصغيرة لازالت تعاني، بسبب صعوبة المسالك الطرقية الأمر الذي يعقد عملية الدعم ونقل المصابين، وهناك خصاص على مستوى إمدادات الأغذية والمواد الضرورية الأخرى على مستوى المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها”.
وبخصوص عمليات الدعم والتطوع أوضح شكيب: “على سبيل المثال في المستشفى لاحظت وجود حالة تضامن كبيرة بين السكان، فسكان المدينة يوفرون التغذية والأفرشة والحاجيات الأساسية للمصابين وعائلاتهم، كما يتم توفير السكن لهم من طرف المتطوعين”.
ودعا شكيب شباب المنطقة، وكل من يملك وسيلة نقل إلى التحرك بسرعة والتطوع للمساهمة في إيصال المساعدات والأغذية للدواوير البعيدة والتي لازالت تعاني بسبب بعدها وضعف شبكة الطرق التي ترتبط بها.