“استدعاء” أخنوش لبرلمانيِّي الأغلبية الحكومية.. هل ليخطب فيهم خطبة الوداع؟


لجأ رئيس الحكومة الملياردير عزيز أخنوش إلى أسلوب “تقليداني” استعاره من حزب علال الفاسي، حيث كانت قيادة الحزب الاستقلالي تلجأ، كلما اشتد خلاف ما بينهم، إلى دعوة للاجتماع حول “گصعة” كسكسو كي يتفقون ويتوافقون على فضِّ هذا الخلاف.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وهو الشيء نفسه الذي يعتقد عزيز أخنوش أنه بإمكانه القيام به “فقط” من خلال دعوته، اليوم الخميس، لجميع مستشاري وبرلمانيي الأحزاب الثلاثة، التي يُشكِّل بمقاعدهم أغلبية حكومية مريحة، “للاجتماع” حول مائدة إفطار رمضاني بأحد فنادق العاصمة الرباط، كي “يأكل” لهم “لمجاج” خوفًا هذه المرّة من الانفلاتات، بعد تلك الفلتات الموجعة التي تلقى ضرباتها من الثائرين عليه من الداخل.

    أخنوش لجأ لأسلوب التواصل المباشر مع مستشاري وبرلمانيي الأغلبية بعد أن فهم أن لا أُمناءهم العامين، ولا المستوزرين من أحزابهم، ولا حتى قيادييهم الموالين له لم يعودوا قادرين على لجم “الثوار” داخل أحزابهم.

    أخنوش أصبح يعلم علم اليقين أن الأغلبية داخل “أغلبيته” الحكومية، التي يستقوي بها على الشعب، لم تعد تتحمّل ولا تطيق استمرار سماع أنين “أُمتهم” التي يُمثلونها داخل القبة وهي تتجرع مرارة صعوبة الحصول على قوتها اليومي من ظلمه، وظلم ووزراء حكومته لهم، وهو الذي يخاف هذه الأيام أن توقظ صلاة التراويح والتهجد، التي يقيمها الكثيرون من نواب الأمة في المساجد بمناسبة الشهر الفضيل، ذلك “الشيطان الأخرس” الذي بثه فيهم منذ أن أجلسته مقاعدهم “المُحصل” عليها على كرسي رئاسة الحكومة في يوم 10 سبتمبر 2021، بما أن الصلوات الخمس لم تعُد تجدي فيهم نفعًا، ليُغيروا المنكر، بعدما تركوا أخنوش يُطبق على أعناق أمتهم طيلة 18 شهرًا، أذاق خلالها الشعب المغربي كل أنواع العذاب، وتفنن في تفقيره، فقرًا مُدقعا، بعد أن نهب أمواله، فيما ازداد هو غنًى فاحشًا، تفضحه المجلات المالية العالمية كل مرة بنشرها لأرقام معاملاته بالدولار، ليصدق العالم أن “جيوب المغاربة ينهبها من يشاء بغير حساب”!!؟، والخير في السي بنكيران الذي زكّى ذلك بالاستناد على إحدى سور المائدة “نيت” ليُشرعن للفساد مستعملا الآية 95 “عفا الله عما سلف” كشعار لما أسماه إبراء الذمة.

    إذا من غير المعقول أن يُجمع اليوم أخنوش نواب الأمة على “الگصعة” ليطلب منهم الاصطفاف إلى جانبه ليستمرّ هو في أكل “الگميلة” براحته على حساب مآسي أمتهم
    التي “صوتت” لهم وهم جميعهم يعلمون بالحديث القائل: “لا تجتمع أمتي على ضلالة”.

    وليتأكد النواب المحترمون من أن “الگميلة” “صحيحة”، فالسي أخنوش لا يكترث بالهجومات الكاسحة، التي تستهدفه كل يوم من السواد الأعظم من الشعب المغربي داخل وخارج الوطن، ليل نهار وصباح مساء، ينعتوه من خلالها بأقدح النعوت، مما يدعو للشفقة عليه في بعض الأحيان.

    الرجل اليوم، “إبطاله” لعمل المعارضة من خلال الوعود “الكاذبة” باستوزار بعضهم، يجعله في مُواجهة مُباشرة مع الشعب، بدون “بارشوك”، خصوصًا إذا ما علمنا أن الرجل “صابر” على “الدق” من “الفوق” ومن “التحت”.

    - إشهار -

    لكن الاحتجاجات تتعالى وتتصاعد وتتجذر في الفئات الكادحة من مستضعفين ومقهورين، واتسعت لتشمل الفئات المتوسطة، التي باتت تتساقط طبقيا وتلتحق بالمفقّرين، ثم زادت في الاختراق لتصل إلى أغنياء البلد الذين باتت مصالحهم تتدمّر من جرّاء المنافسة الغير مشروعة، والتداول من الداخل “Le délit d’initié”، قبل أن يقتحم الغضب قلب “ثكنة” الأغلبية الحكومية، التي ضاق بعض قادتها وأطرها درعا بأعطاب السياسات المنتهجة، فصاروا يخرجون، بين الحين والآخر، للجهر بمواقف معارضة ورافضة، في نوع من التفاعل مع أصوات الاحتجاج الشعبي، الذي شمل المغرب من أقصاه إلى أقصاه…

    وإذا كان زميلكم هشام لمهاجري قد طالب الملياردير عزيز أخنوش بالجواب على سؤال الملك محمد السادس حول الثروة، ونبه نور الدين مضيان رئيس الحكومة بالقول: “نحن نمثّل الشعب ولا نمثّل أحدا، وليس كل ما جاءت به الحكومة قرآن منزّل”…، فإن النعم ميارة قد قال الأهم، فبعد أن ذكر أخنوش وحكومته بأن “الصبر كيضبر” و”الموس وصل لعظم”، وجّه التحذير هذه المرة للأحزاب المشاركة في الأغلبية الحكومية برمتها بالقول “حظيوا ريوسكم، ما غاديش نبقاوا ساكتين بزاف، سكوتنا معناه أننا ضد المغاربة”.

    ولهاذا فاجتماع اليوم لا يمكن أن لا يكون حاسمًا، مع مرحلة “الظلال” السابقة، عبر مطالبته بشيء ملموس:

    إمّا بدفع الحكومة ورئيسها إلى تسقيف أسعار المحروقات، وارجاع 43 مليار سنتيم التي “نهبتها” شركات المحروقات، وعلى رأسها شركات عزيز أخنوش نفسه لخزينة الدولة، ووقف الاحتكار..

    وإما بالتفكير في سحب الثقة منه ليعوضه غيره، “على نموذج بنكيران العثماني” بالاحتكام إلى الملك، وذلك أقل الإيمان، لتنالوا به الشفاعة من الشعب في الانتخابات المقبلة، بدل حل الحكومة والبرلمان…

    مراد بورجى

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد