الساسي: المغرب عاد إلى مرحلة المنفيين السياسيين


أبرز محمّد الساسي، منسق التيار الوحدوي خلال المؤتمر الاندماجي لمكونات فيدرالية اليسار، أن “خنق مسالك الحوار والنّقاش في الإعلام العمومي” أدى إلى “نتيجة منطقية” تتمثّل في ظهور معارضة جديدة بالخارج.

وأورد الساسي، ضمن كلمته خلال جلسة افتتاح المؤتمر الاندماجي، أن المغرب عاد إلى مرحلة المنفيين السياسيين إلى الخارج، إلى مرحلة الاعتقال السياسي في الداخل.

ونبه القيادي اليساري إلى أن كلفة سياسة القمع وإحصاء الأنفاس واختراق الحرمات، أصبحت شديدة الوطأة على ميزانية الدولة وسمعتها، منبها في الآن ذاته، إلى “مخاطر العلاقة بين المال والسلطة”.

واستغرب الساسي من التعريف الذي تقدمه النخبة الحاكمة للدولة الاجتماعية، والذي يقوم على “فكرة الأخذ من الفقراء لإسعاف الفقراء، لا من الأغنياء لإسعاف الفقراء”، معتبرا أن “الفقراء يؤدون ثمن الأزمات والريع والنهب، والأغنياء يرفلون في نعيم الإعفاءات الضريبية”.

وضمن الكلمة ذاتها، أكد على أن “الحزب الجديد مطالب بأن يجتهد لفهم ما يجري في المنطقة والعالم واستخلاص الدروس والعبر والاستفادة من تجارب الآخرين”.

وأبرز أن إحداث حزب سياسي يساري كبير، تفرضه الحاجة إلى “حزب يساري فاعل في المغرب، يصنع الحدث، ولا يكتفي بالتعليق، ويطلق المبادرات، ولا ينحصر دوره في تثمين مبادرات لا يعرف حتى من أطلقها، ولا يفهم منطقها وسياقها”.

وفي هذا السياق، تساءل: “ما الفائدة من وجود حزب مبدئي غير فاعل، ولا قدرة له على التأثير، يعيش تخمة في الشعارات وخصاصا مهولا في الحركية والبنيات، ينتقد ولا يقدم بدائل ملموسة، يتقدم في العمر ولا يتقدم في الامتداد والهيكلة”.

وفي المصدر ذاته، يرى الساسي أن النخبة الحاكمة، وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع إرادة شعبية تلوح بأعلام فلسطين في الملاعب والساحات، واصفا قرار “التطبيع” مع إسرائيل بـ”الأخرق”.

وأشار إلى أن هناك “اعتقادا” يسود داخل دوائر القرار، ويتمثل في أن “قوة الترسانة الأمنية والاستخباراتية يمكن أن تحول بلدا لقوة عظمى وسدا ضد الانتفاضة”، منبها إلى أن “التاريخ” أثبت عدم صواب هذا الاعتقاد في أكثر من مرة.

عودة السلطوية

ومن جانبه، أشار عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، خلال المؤتمر الاندماجي، إلى أن البلاد أصبحت تعيش على وقع استمرار مظاهر الأزمة التي تعود في عمقها لاختلالات بنيوية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وقال العزيز، ضمن كلمته: “نعيش اليوم على وقع الاستغلال المفضوح للأزمات المتتالية، والعودة القوية للسلطوية من خلال ضرب الحقوق والحريات والتضييق على كل أشكال التعبير عن الرأي ومنع وقمع الاحتجاجات السلمية”.

وانتقد ما عبّر عنه بـ”إعادة رسم الخرائط الانتخابية وصنع الاصطفافات الحزبية وخلق التوازنات المرحلية والهشة ورسم سيناريوهات تحدد دور الفاعلين بشكل يخدم منطق الدولة الاستبدادية”، منبها إلى أن ذلك “يزيد من نفور المواطن من السياسة”.

- إشهار -

وحذر من انبطاح النخب السياسية وخضوعها للمصالح الشخصية وإرادة المخزن، مبرزا أن يسيء للسياسة، ويؤدي إلى التراجعات الحقوقية وبروز المقاربة الأمنية في تدبير القضايا.

وطالب القيادي اليساري، خلال جلسة المؤتمر الاندماج، بإطلاق سراح معتقلي الحراكات الشعبية والرأي، وسراح الصحافيين والمدونين.

أزمة الثقة

ومن جهته، نبّه علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة، خلال المؤتمر، إلى أن أزمة الثقة في الدولة والمؤسسات والمنظمات وفي الأحزاب، وفي الطبقة السياسية، أصبحت كبيرة جدا.

وقال ضمن كلمته: “على الدولة أن تستوعب الدرس وتتفاعل إيجابيا مع انتظارات وتطلعات الشعب المغربي فيما يتعلق بالإصلاحات”.

وبخصوص المؤتمر الاندماجي، أورد أنه يشكل تتويجا لمسار طويل من العمل المشترك والوحدوي، معتبرا أنه سيمكن من بناء الأداة التنظيمية القادرة على المساهمة الفعالة في تدشين دينامية نضالية جديدة بما يتماشى وطبيعة المرحلة.

ولفت إلى أن الغاية من الحزب هي تحقيق طموحات الشعب المغربي في التغيير الديمقراطي وبناء المجتمع الديمقراطي الاشتراكي، والتمتع بالحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية على غرار مختلف الشعوب المتقدمة.

حزب يساري

يُذكر أن مكونات الفيدرالية، أعلنت يوم أمس الأحد 18 دجنبر الجاري، اختتام أشغال مؤتمرها المنعقد بمركب الشباب والطفولة ببوزنيقة، بميلاد الحزب الاندماجي الذي أصبح يحمل اسم:”حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي”.

وذكرت ضمن إخبار، أن ذلك جاء “بعدما تمت المصادقة من طرف المجلس الوطني للحزب الجديد على أعضاء المكتب السياسي”.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد