المحامية فاطمة الزهراء الإبراهيمي تكتب عن “القيادمة”
إلى السادة الذين لم يحددوا أسمائهم و اعتبروا انفسهم مجموعة حسب قولهم من القيادمة وأن كنت أعتقد أن محرر تلك الخطبة هو شخص واحد ما فتئ يعيد في أي مناسبة أن له بمهنة المحاماة أربعين سنة !!!
فتساءلت لبرهة .. ماذا قدم هذا القيدوم لمهنة المحاماة و لهيئة البيضاء طيلة هاته السنوات.. على الأقل سيذكر الآخر اسمه مرفوقا بمواقفه المهنية .. بمساهمته التشريعية لفائدة القانون و قانون مهنة المحاماة ..أن يكون قد ترك بصمة نعرفه من خلالها ..فعدت إلى رشدي من و قلت علني غاب عني ما يمكن أن يعرفه زملائي ..فساءلت بعضهم و يا ليتني ما ساءلت و لن أقول ما فهمت إلا “سير كمل مافيها والو ” .
في الجمعية العمومية السابقة وأنا أوزع نظري على الحاضرين بالقاعة ..و تأسفت لحال هيئتي بانتماء زملاء لم أراهم طيلة حياتي المهنية …محامون مسجلون بجدول هيئة البيضاء تسمع فقط أسمائهم تتردد بقاعات المحكمة خاصة التجارية و لكن لا تراهم لا في جمعيات عمومية و لا في ندوات محلية ولا وطنية ولا بأنشطة الهيئة و لا تقرأ لهم مقالات تكوينية ولا قانونية ولا مهنية ولم نسمع لهم همسا حول ظروف المحامين الاجتماعية ولا مساهمة تلقائية في جائحة كورونا بل على العكس كان اسم بعضهم يزاحم المستفيدين من مساعدة الهيئة رغم عدم حاجتهم المادية لذلك … و لم نستغرب ذلك كون الكفاف و العفاف ليس منطقهم ..
و لكن هؤلاء السادة الذين يطلون علينا من ابراجهم العاجية الآن و يخاطبوننا تارة بشباب طائش و تارة بشباب متحمس و لم يكلفون أنفسهم بمحاولة اقناعنا بخطاب قانوني نواجه به الهجمة الشرسة التي صفعتنا بها الحكومة من خلال مشاريع قوانين مجحفة ظالمة ستجني علينا لا عليهم …فكيف سيلتفتون الى السواد الأعظم من هذا الشباب و هم سبب ما تعانيه المهنة الآن ..
أنتم أيها السادة غاب عنكم أنكم سبب المأساة ..فليس الشباب المتحمس من له مدخول سنوي أسال لعاب مالية الدولة و ادارة الضرائب .
ليس شباب هذه المهنة من يحتكر ملفات التأمين بمختلف تلاوينه
و ليس شباب هذه المهنة من يحتكر ملفات البنوك و ادارة الضرائب و الامن الوطني و الشركات الدولية و الوطنية ..
و ليس شباب هده المهنة من يحتكر ملفات التحكيم بملايين الدرهم ..
نعم أيها السادة ..لكم الحق في ان تنتفضوا ضد نضال شباب مهنة المحاماة من أجل التأمين الالزامي .و انتم تنعمون بتأمين خاص و استشفاء دولي ..
نعم أيها السادة ..لكم الحق في ان تنتفضوا ضد مقاطعة الجلسات التي مقالاتكم تحتكرها ..
نعم أيها السادة ..لكم الحق ان تنتفضوا فليست لكم رهون و ديون و لستم تكترون مكاتب و منازل و التزامات شهرية تؤرق نومكم ..
نعم أيها السادة ..مصالحكم الشخصية أهم من السواد الأعظم بهذه الهيئة و بهذه المهنة ..فقد زاحمناكم في مهنة أعطتكم الكثير جدا و حان الوقت لتردوا الجميل لشبابها الآن ..
أيها السادة من يروجون رسالة كشفت حقيقتكم رغم أنكم امتنعتم عن كشف أسمائكم حتى نخاطبكم كل باسمه و صفته و ملفاته و عددها التي اصبحت بين يدي وزارة المالية و كانت ضغطا و هما اضافيا علينا و كنتم سبب تكالب مواد الضريبة علينا ..
نعم أيها السادة فقد اصبحت المحاماة بالنسبة لكم بريستيج و ليست مورد عيش فكيف سنتوافق الان حولها ..
و من شباب هيئة المحاماة نقول لكم ..سنناضل لأجلنا لا لأجلكم …و سنقاطع لأجلنا لا لأجلكم ..و سنصمد لأجلنا لا لأجلكم ..نعم ..نحن القاعدة و أنتم الاستثناء و الشاذ لا يقاس عليه ..
نعم سنحضر للجمعية العمومية و نحن أهل الدار لاانتم …نعم ..لم و لن نتخلى و سنلتف حول المؤسسة التي لم تحترموا قرارها في جعل القاعدة تقريرية ..تتمردون على قرار الأغلبية و على قرار المؤسسة نقيبا و مجلسا و تقولون ان بينكم نقباء سابقين و اعضاء سابقين فكيف تتحدثون عن اعراف مهنية قد غابت عنكم …
نعم أيها السادة لسنا نشتغل في ضيعة أحد ..و من لم يحترمنا لا احترام له ..
و ما يؤسفنا حقا هو ان نضالنا ستستفيدون منه كذلك رغم عدم حقكم فيه و انتم السبب الاول فيما تعيشه مهنة المحاماة اليوم ..
نعم لن نتراجع و لن نرضى و لن نركع و لن نلتفت اليكم ..فإن اخترتم مواجهتنا سنواجهكم ..
فإن اخترتم مصلحتكم فقط
سنختار مهنة المحاماة دونكم
و كيفما اخترتم الان ان يكتب تاريخكم
سنختار كيف سنكتب تاريخنا
و عاشت مهنة المحاماة حرة مستقلة
عصية على المنبطحين ..
—
المحامية فاطمة الزهراء الابراهيمي
إن الآراء الواردة في هذه المقالة، لا تـُعبّر بالضرورة عن رأي موقع "بديل"، وإنما عن رأي صاحبها حصرا.