سعيد العمراني.. فيلم “انوال”


إلى حدود الان التزمت الصمت ولن أبدي بوجهة نظري تجاه إنجاز فيلم “انوال” حول جزء من تاريخ بن عبد الكريم الخطابي لأنني لا أرى أي جدوى للكلام في ضل الضجيج الفايسبوكي المبالغ فيه.

 

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    لكن اسمحوا لي ان أبدي ببعض الملاحظات :

     

    اولا، إخراج فيلم انوال اليوم ليس بنهاية التاريخ، بل يمكن ان يكون بداية لعمل أكبر وأضخم في السنوات او العقود المقبلة (لماذا لا؟).

     

    واعون أن الفيلم الذي يمكنه ان يقرب صورة بن عبد الكريم اكثر إلى الحقيقة، سيتطلب مليارات من الدولارات وإمكانيات ضخمة وبوارج حربية وطائرات وذخيرة وأسلحة بما فيها تلك التي تمثل الأسلحة الكيماوية وهذا مستحيل توفيره في ظل الشروط الحالية.

     

    لذلك عادي جدا ان ينقسم الرأي العام الريفي بين منتقد ورافض ومؤيد لهذا العمل الفني.

     

    • الرافضون ينقسمون إلى قسمين:

     

    القسم الاول: هم الرافضون لكل اجتهاد وإبداع أو جديد إنهم ماضويون سلفيون متحجرون. وهذا النوع موجود وسيبقى وحتى إن جيء بابرز المخرجين في العالم.

     

    القسم الثاني: لهم تخوفات مشروعة من تشويه صورة عبد الكريم الأسطورة الراسخة في مخيلة أغلبية الريفيين حد التقديس.

     

    • المؤيدون: هم ايضا ينقسمون إلى نوعين:

     

    الصنف الأول: المطبلون والمصفقون  (غير دفع للقدام والسلام).

     

    الصنف الثاني: المتشبثون بحق الاجتهاد والإبداع والإنتقاد، وكذا والحق في تدوين الذاكرة والتاريخ ولو بلغة السينما.

     

    • الصامتون: الملتزمون بالصمت لأن “الصمت حكمة” أحيانا، كما يقال، أو أن الصورة لم تكتمل بعد. أو نتيجة الإبتعاد من المشاكل والخوف من ابداء الرأي تفاديا لـ”لسعات لايفات” فصيل “المخونين” الريفيين.

     

    باختصار شديد:

    بن عبد الكريم شخصية عظيمة هذا أمر لا جدال فيه، ترك بصمات واضحة في التاريخ المعاصر في الريف ولدى كل حركات التحرر العالمية، ومكانته عظيمة لدى الريفيين. نحترمه حد التقديس، ومكانة لدى أحرار الدنيا معتبرة.

     

    لذلك فتصوير تاريخ بن عبد الكريم ليست بالهينة، بل هو أمر بالغ التعقيد وفي غاية الأهمية وشديد الحساسية والخطورة.

     

    أخشى ما أخشاه أن يكون الهدف من تصوير فيلم بن عبد الكريم يدخل ضمن محاولات تحطيم صورة محمد بن عبدالكريم الخطابي في عيون الكثيرين منا، وخاصة أن عبد الكريم إنسان، بطل نعم، لكن تجربته لا تخلو من الهفوات والأخطاء في التقدير.

     

    - إشهار -

    فمثلا بن عبد الكريم رفص الحكم الذاتي في ضل حكم الاستعمار الاسباني، ماذا لو قبل المقترح أنذاك؟

     

    عبد الكريم قبل “الشهرية” من الملك محمد الخامس ورفض العودة الى المغرب، ماذا لو اقترح أنذاك الحكم الذاتي للريف مثلا كشرط لعودته للمغرب؟

     

    هذه فقط بعض الأسئلة ضمن أخرى. كعلاقة عائلة الخطابي بالإسبان قبيل اندلاع الثورة ..الخ.

     

    لماذا رفض دخول مليلية؟

     

    لماذا هاجم الفرنسيين بعد الانتصارات الكبرى على الجيوش الاسبانية؟

    هل كان جاهزا لفتح جبهة قتالية ثانية؟

    لماذا إختار مصر كمنفى بدل بلد أخر مثلا؟

    إلى غير ذلك من الأسئلة التي ظلت خلافية بين المؤرخين والباحثين في التاريخ.

     

    الخوف من نتائج فيلم قيد الإنجاز، هو ربما خوف من خدش صورة عبد الكريم أمام إنعدام الضمانات والإمكانيات اتي تمكن من تناول تجربة عبد الكريم من كل الجوانب.

     

    كما أن النظام المغربي محال في حقه تعالى أن يرخص لفيلم موضوعي من هذا النوع يتناول موقف السلطان يوسف العلوي من عبد الكريم أنذاك.

     

    لكن من جانب اخر، اعتقد علينا ان نقر بأن تصوير فيلم حول عبد الكريم ليس حراما، لأن حتى الرسول تم تصوير تاريخه في فيلم الرسالة.

     

    أنا لا أفهم في السينما، ومع ذلك أتمنى للفريق المشرف على اخراج فيلم “انوال” كل النجاح والتوفيق في مهمته بالرغم من كل التعقيدات، والتي تبدو ليست بالهينة، ومحفوفة بالمخاطر.

     

    كما أدعوا كل الرافضين بشكل أعمى لأي مجهود او اجتهاد، أن يتفضلوا إن كان بمقدورهم أن يقدموا عملا أفضل وأكبر من ما هو مطروح اليوم.

     

     

     

    سعيد العمراني /بروكسيل

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد