بنكيران: هناك “جهات” لا تتحمل “وجودنا” فوق الكرة الأرضية
يعتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، المعروف بخرجاته المثيرة، أن هناك “جهة أو جهات” لا تتحمل وجودهم “على الكرة الأرضية”.
وقال بنكيران، ضمن كلمة، خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، يوم أمس، إن “الخرجات الأخيرة التي قام بها، لم ترق البعض، ولقيت ردود فعل متباينة من قبل جهات وأحزاب سياسية”.
وأضاف: “حنا مزال معرفنا في المغرب مع من كانتحاربُو..!! هناك جهة أو جهات، لا تتحمل وجودنا فوق الكرة الأرضية، وتتمنى لو قضت علينا.. مثل ما قاله شارون: أتمنى أن يجرف البحر قطاع غزة. حتى هؤلاء كايتمناو إديرو لينا هكاك.. ولكن نحن موجودين وماغنتفاكو معهم”.
يُشار إلى أن عددا من المتتبعين للشأن العام، يوضحون أن عبد الإله بنكيران، يعتمد على أساليب متعدّدة في خطاباته السيّاسية، منها: “التنكيت والتهريج، والمظلومية والتباكي، ثم الهجوم وشيطنة الآخرين ..”، من أجل التأثير في المتلقي (أعضاء الحزب وعموم المواطنين)، ويظهرُ من خلال كلام بنكيران أعلاه، أنه يتضمّن نفس الأساليب.
أسلوب “التمِرْميدْ”
وبخصوص ردوده الأخيرة على الصحافيين والمدوّنين، قال المسؤول الحزبي: “كاين بزّاف د الناس كايقولو: سي بنكيران.. خاصو إهظر غي مع الأمناء العامين، ومايهظرش مع الآخرين.. لأن الآخرين كاين اللّي يهظر معهم”.
واسترسل: “هاذ الكلام، لا يخلو من الصواب.. ولكن اللّي عطا الله، هو هذا.. أنا هكا داير.. أنا راه فتمرميد من نهار اللي كنت فيه”، في إشارة منه إلى أنه لا يستطيع مُمارسة السياسة، دون الهجوم على الآخرين والدخول معهم في “معارك كلامية/التلاسن”.
“المخلوقات” وبنكيران
وضمن الكلمة ذاتها، قال المسؤول الأول للحزب الذي قاد الحكومة لمدة 10 سنوات: “لا أفهم كيف أبقى صامتا، وهم يتهجمون علي، وعلى حزبي، ودبا مخرجين لينا شي مخلوقات، ها اللّي يكذب، ويقول الأمور على غير حقيقتها، وها اللّي يهدد، والقليل منهم موضوعيين”.
ويقصد عبد الإله بنكيران بعبارة “المخلوقات”، الذين ينتقدون أسلوبه في السّياسة، من صحافيين ومدوّنين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وعموم المواطنين الذين اكتووا بـ”القرارات” التي اتخذتها قيادات حزب العدالة والتنمية، في السنوات الماضية، أثناء توليهم المسؤولية، كـ”تحرير سوق المحروقات” و”الرفع من سن التقاعد” و”فرض التعاقد في الوظيفة العمومية”، “والتطبيع مع إسرائيل”.
واستدرك بنكيران قائلاً: “أنا لا أتضايق ممن ينتقدني.. لأن لدي أصدقاء ينتقدونني، بل يخالفوني، ولكن يبقوا صحافيين موضوعين.. فنحن لسنا ملائكة، ولسنا دائما على صواب”.
يذكر أن عدد من المتتبعين ينتقدون أسلوب بنكيران السوقي، الذي يستعمله في خطاباته كتسمية الآخرين بـ”المخلوقات” أو بـ”الشياطين” إلى غير ذلك من العبارات التي لا تليق بمسؤول حزبي.
تسفيه “الحزب”
واعترف بنكيران، الذي تولى رئاسة الحكومة من 2011 إلى 2016، أن النقد الذي تعرّض له “البيجيدي” ساهم في إخفاقه الانتخابي؛ إذ قال: “هؤلاء هم الذي سفهوا حزبنا، قبل الانتخابات.. وشوْهُو سمعته.. وهاذي وحدة من العوامل د السقطة”.
يُذكر أن القرارات التي اتخذتها قيادات الحزب، أثناء قيادة الحكومة، ضد مصالح الشعب المغربي، هي التي دفعت هذا الأخير إلى معاقبتهم، والتخلي عنهم في الانتخابات.
ومثلا، وبالانطلاق من عبد الإله بنكيران، نموذجاً، الذي يحصل على 7 ملايين شهرياً من المال العام، دون قيامه بأي عمل، وتوّفره على “حرّاس شخصيين”، يحصلون على رواتب شهرية من المال العام.. إلخ، يتبيّن أن “المشكلة الكبرى لدى البيجيدي، تكمن في قياداته”.
فهل يعتقد بنكيران (7 ملايين)، أن “كلامه” لايزال ينطلي على المواطنين، من الطبقة المتوسطة، الذين يشكلون جزءا كبيرا من قاعدة “البيجيدي” نفسه، كالموظفين (رواتب شهرية محدودة) والطلبة (يبحثون عن المستقبل)؟ هل فكر بنكيران، في نظرة أعضاء حزبه، قبل أن يُهاجم الآخرين؟