لمودن لـ”بديل”: أحداث الشّغب لن تكون الأخيرة إذا لم تُعالج
قال الناشط الحقوقي المهتم بالشأن التربوي، والكاتب الروائي مصطفى لمودن، إن “الأحداث اللارياضية التي شهدها ملعب الرباط، زوال يوم الأحد 13 مارس الجاري، ليست هي الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، إذا لم تُعالَج الدوافع التي تقف خلفها، وتُحدَّد المسؤوليات، وتُؤخذ الاحتياطات اللازمة”.
يُذكر أن ملعب الأمير مولاي عبد الله، كان قد شهد أحداث شغب مُثيرة، بعد نهاية لقاء فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي برسم دور السدس عشر لكأس العرش، وخلفت إصابات كثيرة في صفوف الجمهور ورجال الأمن، ما أدى إلى إثارة نقاش مُجتمعي حول هذه الظاهرة.
وأضاف لمودن، في تصريح لموقع “بديل”، أن “يَشعرَ جمهور، مكوّن من الأطفال والشباب، بحماس بالغ ومبالغ فيه، وينزل إلى الملعب محتجا على نتيجة في لعبة كرة القدم، ويتحول ذلك، إلى تخريب وضرب وتعريض الذات والآخرين للخطر.. فهو أمر يتطلب وقفة وتساؤلات موضوعية”.
وتابع الناشط: “هل ما وقع يعود للشحن فيما بين جماعات المشجعين، حيث يتحول كل عنصر إلى معني، وعليه الدفاع بكل الطرق عن روح الجماعة و”شرفها”؟ هل يعود للتحول الحاصل في الخطابات الإعلامية، التي تشبّه أحيانا المقابلات الرياضية بالمعركة المصيرية؟ أم يعود ذلك، لاحتجاج مبالغ فيه، على إجراءات وسياسة تدبير الفريق، ولا توجد طرق وأساليب عادية لتصريف ذلك؟”.
وزاد لمودن متسائلا: “هل يمكن محاسبة آليات التأطير في المجتمع على ما يحصل وسيحصل؟ من قبيل المدرسة والإعلام والمجتمع المدني والأسرة..؟ هل هذه الآليات تتوفر على الشروط المناسبة للعمل والتأطير؟”.
واعتبر لمودن أن “ما وقع يُسائل عدة مؤسسات عمومية، وما مدى قيامها بدورها؛ خاصة على المستوى التربوي والإعلامي والثقافي والرياضي.. هل كل هذه المؤسسات وغيرها تقدّم خدمة القرب للشباب في أحيائهم السكنية؟ إن المجال الثقافي كفيل بحل عدة معضلات في مجال التنشئة والتواصل والمعرفة، لكنه لا ينال نصيبه من الرعاية كي ينجز مهامه”.
وختم لمودن تصريحه بالقول: “كيفما كان الحال لا يوجد أي مبرر للعنف والتخريب، وعلى كل معني تحمل مسؤوليته.. كما أن المال العمومي ليس مجالا للتلاعب والتبذير.. والوطن في حاجة لكل درهم، يجب أن يصرف فيما يفيد ويلبي الحاجيات المتزايدة والمشروعة للمواطنين في مختلف المناطق، وأن تبقى كرة القدم لعبة وفرجة تنال ما تستحقه من بين قطاعات واسعة وليس حصة الأسد”.