برلماني لـ”بديل”: الحكومة تفقد المواطن الثقة في الانتخابات والسياسة
بديل.أنفو-
اعتبر رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، أن حكومة عزيز أخنوش تساهم في إفقاد المواطنين الثقة في العملية الانتخابية والعمل السياسي عموما، وهو مايهدد مستقبل المغرب.
وقال حموني في تصريح لموقع “بديل”، إن هذه الأغلبية “ليست في مستوى تطلعات المغاربة وتحاول الإستقواء بنتائج الانتخابات وبأغلبيتها العددية، وتتناسى أهمية النقاش السياسي ودوره في إعطاء الدينامية الضرورة والمطلوبة للبلاد”.
وأشار حموني إلى أن الحكومة “مطالبة بالخروج عند المواطنين والحديث معهم حول سقف الطموحات التي رفعتها، من أجل ألا يبقى الأمل معلقا، ويدفعهم ذلك للصدمة وفقدان الثقة في الأحزاب السياسية وفي الانتخابات والعمل السياسي بشكل عام”.
وأضاف رئيس فريق الكتاب، أن “الحكومة لم تكن، منذ البداية، عند مستوى تطلعات المواطن المغربي، وعاشت نوعا من الارتباك، وهذا يفترض أن يُفتَح فيه نقاش كبير، فهناك تناقض كبير بين برنامجها وقانون المالية، وهو ما أَثرَ بشكل كبير على أدائها”.
وتابع: “بعد دخولنا إلى البرلمان وجدنا أن الحكومة تريد حصر النقاش داخل القبة، ولا تريد لأي أحد أن يَطلِع عليه، ودعت إلى سرية الجلسات التي تعقدها اللجان، والتي كانت مفتوحة في وجه الإعلام سابقا وتبث بشكل مباشر”.
وبخصوص تعامل الأغلبية البرلمانية مع المعارضة، ذكر حموني، أن “ممثلي الشعب، تحولوا إلى ممثلين للحكومة داخل المجلس”، موضحا أنه “بمجرد أن ينتقد نائب من المعارضة الحكومة، يتصدى له نواب الأغلبية وينتقدونه، الأمر الذي خلق عدة إشكالات داخل المجلس”.
ويرى حموني بأن “الحكومة ليست في مستوى تطلعات المغاربة واللحظة السياسية التي يعيشها المغرب، مع المشاكل التي يعرفها العالم، إذ أن المواطن بحاجة، أولا، إلى المعلومة ومن يتواصل معه في كثير من الأمور التي تغيب عنه، كي لا يضطر إلى البحث عنها في أماكن وبوسائل أخرى”.
ومع اقتراب انطلاق الدورة التشريعية، عبر حموني عن أمله في أن “تبذل الحكومة مجهودا أكبر من خلال وزرائها، قصد التواصل مع المواطنين والمجلس والتفاعل مع أسئلة المغاربة”.
ونبه رئيس فريق التقدم والإشتراكية إلى غياب “القطب العمومي عن النقاش السياسي”، مشيرا إلى أنه “كنا سابقا نشاهد على الأقل برنامجا تلفزيا، يقدم نقاشا سياسيا، كل أسبوع، وهو ما نفتقده حاليا”.
وذكر حموني أن “الأزمة التي يعيشها المغرب مؤخرا تبين أن هناك حاجة أكثر للتواصل”، موضحا أن “غيابه يسيء للعمل السياسي، ويفقد الثقة في الأحزاب ويضر بأدوارها”.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة قد قال في وقت سابق إن المغاربة تعاقدوا مع الحكومة على العمل وليس على الكلام، لكن حديثه قُوبِل بعدة انتقادات، حيث اعتبره عدد من المتتبعين “محاولة للتغطية على فشل الوزراء ورئيس الحكومة في إدارة النقاش والتواصل بشكل فعال مع المواطنين”.