المنتكسون المنكوسون

المنتكس حقا ليس من يخسر معركة عسكرية، بل من يخسر بوصلته الأخلاقية، فيرى الحق باطلًا والباطل حقا.
المنتكس حقا ليس من يتعثر في طريق النضال، بل من يقرر أن الطريق نفسه كان خطأ منذ البداية، ويبدأ في تمجيد شروط الهزيمة باعتبارها قَدَرا لا مفر منه.
المنتكس حقا ليس من يواجه عدوه بالوسائل المتاحة، بل من يكفّ عن مقاومته بحجة أن المواجهة عبث، والاستسلام حكمة.
المنتكس حقا ليس من يتراجع تكتيكيا، بل من يُعيد تعريف المقاومة على أنها مغامرة، والخضوع على أنه واقعية سياسية.
المنتكس حقا ليس من يخشى المواجهة، بل من يبدأ في البحث عن مبررات لتخاذله، فيتهم الضحية ويبرئ الجلاد.
- إشهار -
المنتكس حقا ليس من يدرك تعقيد الواقع، بل من يستخدم “تعقيد الواقع” ذريعة لشرعنة الظلم وقبول الهيمنة.
المنتكس حقا ليس من يصانع موقفه تحت الإكراه، بل من يُسوّق خضوعه على أنه شجاعة، ويحاضر في من يمسكون الزناد ويقتحمون النار.
المنتكس حقا ليس من يعجز عن تحقيق النصر، بل من يُقنع نفسه والآخرين بأن النصر مستحيل، وأن الأجدر هو التكيف مع الهزيمة.
المنتكس حقا ليس من يخطئ التقدير، بل من يصبح بوقا لرواية عدوه، يكرر مفرداته ويبرر جرائمه.
المنتكس حقا ليس من يخسر معركة واحدة، بل من يتوقف عن خوض أي معركة، معتقدا أن الكرامة ترف، وأن الحقوق لا تُنتزع، بل تُستجدى.