الأمن يعلن مقتل “تاجر الداخلة”
بديل.أنفو
كشف بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، يوم الأربعاء 17 فبراير الجاري، أن الأبحاث والتحريات الميدانية المنجزة في قضية اختفاء تاجر في مدينة الداخلة، أسفرت عن تحديد مسرح الجريمة المفترض لهذه الأفعال الإجرامية، وهو عبارة عن مستودع يستغله التاجر الذي تم اكتشاف جثته بعدما لفظها البحر، والذي تم العثور بداخله على العديد من عينات الحمض النووي ومعاينة آثار دماء الضحية الذي تم التصريح باختفائه في ظروف مشكوك فيها، رغم محاولات طمسها وإتلافها باستعمال مواد منظفة.
وأشار البلاغ إلى أن عمليات التمشيط المكاني مكّنت أيضا من اكتشاف آثار حريق في مكان خلاء غير بعيد عن مسرح الجريمة، وتم العثور فيه على بقايا عظام متفحمة وأسنان بشرية، كشفت الخبرات البيولوجية التي أجراها المختبر الوطني للشرطة العلمية، أنها مطابقة لعينات الحمض النووي للضحية المصرح باختفائه، وأنها تحتوي على الشبه الجيني مع البصمة الوراثية المأخوذة من عينات الحمض النووي لوالدة الضحية.
وأكد المصدر على أن الخبرات التقنية والعلمية المنجزة، بأن افتعال هذا الحريق تم باستعمال مادة البنزين، وهي النتيجة العلمية التي جاءت متطابقة مع خلاصات البحث وتسجيلات كاميرات المراقبة التي أكدت أن التاجر الذي عثر على جثته بشاطئ البحر كان قد اقتنى خمسة عشر لترا من البنزين في حاوية، واشترى بعد ذلك ملابس جديدة بعدما تلطخت ملابسه الشخصية ببقع دم، كما وثقت الكاميرات التي تم استغلالها حضوره رفقة الهالك إلى المستودع الذي شكل مسرح الجريمة المفترض، قبل أن يغادره بمفرده دون الضحية.
وأضاف المصدر ذاته، في هذه المرحلة من البحث، يواصل ضباط وأعوان الشرطة القضائية وتقنيو مسرح الجريمة مباشرة الأبحاث والتحريات الميدانية اللازمة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض تحصيل جميع الإفادات والشهادات، وتعزيز القرائن والأدلة التي من شأنها الكشف عن الخلفيات الحقيقية التي كانت وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، خاصة وأن الضحية كانت تجمعه معاملات مالية وتجارية مع التاجر الذي لفظه البحر، والذي ترجح كل معطيات البحث المتوفرة حاليا أنه المشتبه فيه الرئيسي في ارتكاب جريمة القتل العمد في حق الضحية الذي كان موضوع بلاغ الاختفاء.
وسجل البلاغ أن خبراء الشرطة العلمية والتقنية يعكفون بمعهد العلوم والأدلة الجنائية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني حاليا على مواصلة استخلاص وتحليل ومطابقة جميع عينات الحمض النووي المرفوعة من مسرح الجريمة، ومن جميع الأماكن والمنقولات والسيارات والملابس المرتبطة به، وذلك بغرض تحديد البصمة الوراثية لكل من له علاقة بهذه القضية، فضلا عن مساعدة ضباط الشرطة القضائية والطب الشرعي في الكشف عن الملابسات المحيطة وكذا السبب الحقيقي لوفاة المشتبه فيه، والذي تبقى فرضية غرقه قائمة إلى غاية هذه المرحلة من البحث.
ومن جهة أخرى أفاد بلاغ الوكيل العام للملك باستئنافية العيون، أن الأبحاث والتحريات لا زالت متواصلة من طرف المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالداخلة بتعاون مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وبتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، حيث تم تفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة التي كانت مثبتة في بعض المحلات والشوارع التي من المحتمل أن تكون قد سجلت لحظة مرور سيارة الأشخاص المعنيين بالأمر بالإضافة إلى إجراء خبرة على الهواتف.
كما مكنت عملية التمشيط الميداني، حسب المصدر ذاته، من العثور على آثار للدم بمستودع الشخص الذي عثر على جثته بالقرب من الشاطئ، وكذا بصندوق الأمتعة الخاص بسيارة هذا الأخير، بالإضافة إلى العثور بمكان خلاء على بقايا عظام متفحمة وأسنان بشرية تم إخضاعها للخبرة البيولوجية لتحديد هوية صاحبها، كما تم في نفس الإطار رفع عينات من الحمض النووي التي تم العثور عليها في بعض الأماكن وفي السيارات والملابس وذلك بغرض تحديد البصمة الوراثية لكل من له علاقة بهذه القضية.