بوعياش: التحرش الجنسي ببعض الجامعات يصيب وظيفتها في مقتل
بديل.أنفو-
أبرزت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، أن إشكالية تواتر الوقائع والجرائم ببعض الجامعات ذات الصلة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، لا تمس فقط بسمعة الجامعة ورسالتها، بل تُصيب وظيفتها في “مقتل”.
واعتبرت بوعياش في كلمة، خلال افتتاح المناظرة الأولى حول “المسؤولية المجتمعية للجامعة: من أجل حياة جامعية دامجة ومندمجة”، اليوم الإثنين 14 فبراير الجاري، أن تقوية التدبير الذاتي سيُمكن لا محالة من التصدي لهذه الجرائم، حتى لا تتحول الجامعة من فضاء العلم والمعرفة إلى فضاء العنف القائم على النوع الاجتماعي والإتجار بالبشر.
ونوهت بإصرار الضحايا على التبليغ “بشجاعة” عن حالات التحرش الجنسي، معتبرة أنه تطور إيجابي يقطع مع “أسلوب الصمت والتستر والتجاهل والتعتيم” عن سلوكيات تشكل مسا خطيرا بأخلاقيات مهمة التدريس والتأطير والبحث.
وفي هذا الصدد، أعلنت بوعياش في كلمتها بكلية الطب والصيدلة، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، أن المجلس أطلق حملة وطنية تمتد على سنة كاملة من فبراير 2021 إلى فبراير 2022 للتشجيع على التبليغ لمناهضة الإفلات من العقاب، مشيرة إلى أن “المسؤولية المجتمعية للجامعات تكمن في حماية الطلبة كذلك”.
وتستوجب المسؤولية الجامعية، حسب بوعياش، وضع إطار عام لسياستها الداخلية في تدبير العلاقات بين الأساتذة والطلبة وهؤلاء مع الإدارة بتحديد الحالات المنافية والمنتهكة لقيم السلم، كـ”التحريض على العنف والكراهية والتمييز، والعنف القائم على النوع الاجتماعي”.
كما تستوجب بلورة قواعد التدخل الآني في حالة التبليغ أو الشكاية، بغض النظر عن المآل القضائي، وهو ما أطلق عليه التدبير الذاتي للجامعات، سواء بدعم الضحايا واتخاذ إجراءات مُستعجلة للقطع مع احتمالات تعددها.
وأكدت المتحدثة على تنظيم جلسات بالنسبة للملتحقين الجدد بالجامعات حول القواعد الأساسية التي تمثل مدونة الأخلاقيات داخل فضاء الجامعات، لدعمهم ومرافقتهم.
ودعت إلى بلورة مسطرة تدارك أو استصلاح MESURE DE REMEDIATION، في حالات الابتزاز الجنسي أو التحرش أو العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الطلبة، لأن ذلك يشجع على مغادرة الدراسة أو الفشل والغياب أو غيرها من المشاكل؛ إضافة إلى تنظيم حملات دورية بالجامعات حول مناهضة العنف بكل اشكاله والقواعد المنظمة للحياة الجامعية.
وأشارت بوعياش إلى أن المجلس يستعد لإطلاق نقاش عمومي حول ظاهرة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بشراكة بين لجانه الجهوية والجامعات، متمنية “أن ينخرط الجميع للمساهمة في مناهضة الظاهرة ونبذها من الجامعة ومن المجتمع”.