الإبراهيمي تكتب: إلى أصحاب القرار
فاطمة الزهراء الإبراهيمي
إلى أصحاب القرار
إلى السادة المنتدبين باسم جلالة الملك نصره الله
إلى السادة المسؤولين بهذا البلد
إلى المشرع المغربي بقبة البرلمان
إلى السادة القضاة و القاضيات
أيها الأفاضل بهذا البلد
قد عشنا وعشتم معنا، كل بشخصه وبصفته، مأساة حقيقية داخل هذا البلد وواقعة تحركت إليها القلوب والمشاعر وامتزجت دموعنا بدعاء الله وطلب مغفرته ورحمته.. ونحن نعيش ظلام جب وبرودة حفرة وألم طفل واعتصار قلب ذويه..
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله و إنا إليه راجعون .
تعلمنا أن التربية يمكن أن يلقنها لنا طفل دون خمس سنوات تحت أرض باردة على بعد إثنان وثلاثون مترا منا..
وتعلمنا أن أصل وجودنا هو بيد الله وأن الله تعالى جمع الأمة جميعها بحفرة وسط جبل في منطقة نائية بأمر منه وليس ذلك عنه بعزيز ..
عشنا خمسة أيام زادت المرارة غضبا مما رأيناه من قلوب متحجرة لم تعي من الأمر إلا “البوز” بحياة طفل لا حول له و لا قوة .
عشنا مرارة الاتجار بمأساة ذويه و عائلته واستغلالهم بأبشع صورة .
عشنا واقعا مريرا يفرض على المقيمين على شؤون هذا البلد اتخاذ مواقف صارمة بشأنه ..
أصحاب القنوات الفضائحية على اليوتيوب هبوا لاستغلال وضع مؤلم من أجل الرفع من نسبة مشاهدة قنواتهم البئيسة والاسترزاق بٱلام الناس ..
ومدراء نشر قنوات العهر والفساد و الانحلال الأخلاقي بعثوا مراسلين يفتقدون لأبسط أساليب الحوار، ونقلوا الأكاذيب وتاجروا بالعناوين البئيسة وتلاعبوا بمشاعر المغاربة فقط لرفع نسب المشاهدة و الاعجاب ..
غيب الإعلام الحقيقي وجعلوا من المغرب فرجة أمام باقي دول العالم فانتقلوا من بؤس روتينهم اليومي إلى استغلال حقير لمأساة أسرة مغربية وطفل قبع بغياهب الجب خمسة أيام ..
أيها السادة الأفاضل بهذا البلد
لعل ما رأيتموه مع هذا الشعب المغربي من خلال بعض المواقع الالكترونية الفاسدة سيجعلكم تتخذون القرارات المناسبة في غلق جميع المواقع الالكترونية التي تفتقر وتفتقد أخلاقيات الصحافة ولا تنشر إلا الأكاذيب والانحلال الأخلاقي والبؤس المجتمعي وتجني بذلك على الهوية المغربية والتعاليم الدينية وتستغل الناس أبشع استغلال في تشويه صورتهم والاتجار بمعاناتهم النفسية وتظهر بذلك أن المغرب ماهو إلا حالة شاذة بين العالم العربي والأروبي ..
أيها السادة الأفاضل بهذا البلد
لقد أيقنا البوار من تكاثر القنوات الفضائحية
وأيقنا البوار في ردع وزجر الفضائح المغاربية
وأصبحنا نعيش واقعا بئيسا مزريا لا يعرف حدودا أخلاقية
ولم نعد ننتظر إلا تدخل المشرع والقضاء والسلطات بهذا البلد لاعادة الأمور إلى نصابها
فالوضع لم يعد يحتمل أكثر مما نراه الٱن
رجاءا أوقفوا العبث
رجاءا أوقفوا العبث
رجاءا أوقفوا العبث
*محامية بهيئة البيضاء