باحث موريتاني: المصلحة الموريتانية تقتضي وجود حدود جغرافية مباشرة مع المغرب


    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    بديل.انفو- قال محمد أُوفو، باحث وكاتب سياسي، إنه مع هيمنة المغرب على أراضيه الصحراوية، وأن ذلك بالنسبة له مسلمة، لأن ما تدعو له “البوليساريو” كيان غير قابل للحياة، ولا مقوّمات له، موضحاً أن الجبهة بلا إدارة ولا وزارات، وبلا رؤية ولا اقتصاد ولا تنمية ولا بنيات تحتية، وأن قضيتها باهتة جداً وفشلت على المستوى السياسي.

    وأضاف في مشاركةٍ له ببرنامج “وجهاً لوجه” على قناة فرانس24، أن الموريتانيين يعون اليوم، سواءً المواطنين أو الذين في السلطة، حتى لو لم يُعلنون ذلك بسبب الالتزام ببروتوكول الحياد، أن المصلحة الموريتانية تقتضي وجود حدود جغرافية مباشرة مع المغرب، لأن المصالح مع هذه الأخيرة لا تُقارن مع أي دولة مجاورة أخرى.

    التخطيط للاستفزاز

    ويرى الباحث السياسي أن الأحداث التي وقعت بالگرگرات، لم تكن عفوية، وإنما كانت بتخطيط من الجبهة، لغرض استفزاز المغرب، إذ أنها دفعت الناس إلى ذلك دفعاً، في محاولةٍ منها لإحياء قضية راكدة.

    وذكر “أُوفو” أثناء حديثه أن الشعب الموريتاني، كشعب صحراوي بالنسبة للمجال، لا يمكنه أن يسمي الأقاليم الجنوبية للمغرب بالصحراء الغربية.

    وقال إن جبهة البوليساريو كانت تنوي توريط المغرب في حرج سياسي باستفزازاتها في المعبر، إذ أنها كانت تعتقد أن إطلاق النار سيكون في صالحها، لكن، عندما نقول أن هناك منطقة عازلة منزوعة السلاح، وتحت حماية أي منظمة، يعني أن تلك المنطقة يجب أن تبقى آمنة مستقرة، مؤكداً أن ما أقدمت عليه البوليساريو، يخرق اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرا إياها خلقت أو دفعت بالذروع البشرية إلى المواجهة، دون احترام وضع المنطقة.

    وأبرز أن محاولة إغلاق معبر الگرگرات، واستفزاز الحراك التجاري، لا يضر المغرب وحده، لأن المعبر ليس منفعةً حصرية له، وإنما منفعة اقتصادية وشريان اقتصادي لدول يُفترض من الجبهة أن تعتبرها صديقة، كموريتانيا التي اعترفت بها من الناحية القانونية، ومارست الحياد.

    - إشهار -

    وشدّد على أن هذا الاعتراف مرّ بالنسبة لموريتانيا، وموقف الحياد مر كذلك، وتتجرّع مرارتهما كثيراً، كما هو الحال بخصوص الاستفزازات المتكررة بمعبر الگرگرات.

    الخطاب المتكلّس

    ودعا محمد أُوفو، البوليساريو إلى مراجعة مواقفها، قائلاً: “على جبهة البوليساريو، اليوم، أن تعي أنها في موقفٍ حرج جداً، موقف ينبغي أن تدرس ما بعده.. لأن النظريات السياسية تتطور، كالأحداث السياسية.. ولا يزال الخطاب كما نلاحظه الآن، سواء من الجبهة أو من حلفائها في بعض الأماكن الأخرى.. لا يزال متكلسا.. منه موقف الجزائر الثورية.. أين هي هذه الجزائر الثورية؟”

    واسترسل: “نحن لا نتحدث بخطاب السبعينيات.. من المقبول أن نسمع هذا الحديث من فيديل كاسترو أو من جمال عبد الناصر أو من قادة ثوريين آخرين.. الجزائر اليوم، لها مشاكلها ولها مديونيتها المختنقة.. واقتصادها.. وهي تتقدم نحو أفق جديد.. ليست الجزائر الثورية”.

    ويعتقد الباحث السياسي الموريتاني، أن الأوضاع لن تتأزم أكثر مما وصلت إليه أزمة الگرگرات، لأن، الجزائر لم تعد كما كانت فيما يتعلق بدعم البولسياريو، ولن تستطيع دعمها عسكرياً، بسبب حصول فتور ناتج عن تحركٍ ديبلوماسي دولي، تقوده في المشرق العربي الإمارات والسعودية ودول أخرى، كما أن التعاطف مع الجبهة لم يعد حتى افريقياً.

    ولفت إلى أن الجزائر لن تغامر بأي تدخل أو دعم عسكري مباشر في هذا النزاع، لأن، في ذلك احراجاً وتكلفة مادية كبيرة جداً، وتكلفة ديبلوماسية أكبر.. بالإضافة إلى أنها لن ترغب في تكوين موقف عدائي تجاه موريتانيا، التي بدأت تؤسس معها لحراك وتواصل اقتصادي، وعن طريقها مع غرب إفريقيا.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد